Skip to main content
search

أهواه فتان اللواحظ أغيدا

ترك الغزال من الحياءِ مشردا

ولأجله الأغصان مالت من صباً

والبدر طول الليل بات مسهدا

وأغنّ أقسم لا عصيت عصابةً

تدعو إليه ولا أطعت مفندا

نشوان من خمر الصبى ودلالهِ

فإذا تثنى أو تجنى عرْبدا

أنا من رأى ناراً على وجناته

تذكو فآنس من جوانبها هدى

أبداً أميلُ إلى لقاه وإن جفا

وتحنّ أحشائي له وإن اعتدى

وأطولَ أشجاني بطرفٍ فاترٍ

ترك الفؤادَ بناره متوقّدا

ومورّد الوجناتِ لولا حسنه

لم يجرِ دمعي في هواه موَرَّدا

شدَّت مناطقه معاطفَ قدّه

فضممت حرفَ اللين منه مشدَّدا

وبليت منه بدور عشقٍ دائمٍ

مثل الهلالِ إذا استسرَّ تجدَّدا

قد أقسمت أحشاي لا تدع الأسى

كأناملِ المنصور لا تدع الندى

أبهى الورى خلقاً وأبهر منظراً

وأجل آلاءً وأكرم موْلدا

ملك يغار البدر لمّا يجتلى

ويذيب قلب الغيث لما يجتدى

في وجهه للملكِ نورُ سعادةٍ

تعشو له الآمالُ واجدةً هدى

فرعٌ يخبر عن مبادي أصله

يا حبَّذا خبرٌ لديه ومبتدا

طالت يداه إلى مآثر بيته

فحبت مكارمه بكلّ يدٍ يدا

ذو همةٍ في الفضل يحكم يومها

ويريك أحكم من فواصلها غدا

وشجاعةٍ تنضي السيوف صقيلةً

وإلى المعامع ربها يشكو الصدى

يزدادُ معنًى بيته حسناً به

فكأنه بيتُ القريضِ مولدا

ويشيم ما سنى أبوه من العلا

لا قاصراً عنه ولا متبلدا

ما شادَ إسماعيلُ بيتَ فخاره

إلا ليستدعي إليه محمدا

سارٍ على منهاجه فإذا رأت

عيناكَ منصوراً رأيتَ مؤيدا

يا ابن الذي ملأ الوجود مواهباً

والأفق ذكراً والصحائف سؤددا

شرَّفت شعري ذاكراً وأنرته

حتى كأنَّ بكلِّ حرفٍ فرْقدا

فلأهدينَّ فريدةً لممدّح

أضحى بنيل نداه شعري مفردا

حسب ابن شادٍ أن يراني للثنا

عبداً وحسبي أن أراهُ سيدا

ابن نباتة

ابن نباتة: شاعر، وكاتب، وأديب، ويرجع أصله إلى ميافارقين، ومولده ووفاته في مدينة القاهرة، كان شاعراً ناظماً لهُ ديوان شعر كبير مرتب حسب الحروف الهجائية وأشهر قصيدة لهُ بعنوان (سوق الرقيق) ولهُ العديد من الكتب.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024