Skip to main content
search

إني سألتك أسماء وحصرتها

تسعٌ وتسعون لم تنقصْ ولم تزدْ

بأن يكون لنا في كلِّ حادثةٍ

عينُ استناد وأنتم ير مستندي

جاء الجوابُ لنا من فوق أرقعة

سبعٌ من الدُّخ قامت لا على عمد

يرونها وأنا عينُ العمادِ لها

لذا تزول إذا زلنا من البلد

فإنها لي ولولا عيني ما ببينت

والحقُّ يبعد عن مراتب العدد

لذا يفكر بالتثليث قائله

أين الثلاثُ من المنعوت بالأحد

الله أعظمُ أن يلقاه من أحد

في عينِ كثرته فاعمل به وقد

ينجو إذا صاحبُ الأعداد يهلك في

تعداده وهو الحيران في كبد

وكل عين من الأعداء تطلبُه

ولا سبيل إلى فوزٍ بلا سندِ

قل للذي رام أنْ يحظى بموجده

هيهاتِ هيهاتِ لا تعدلْ عن الرشدِ

فليس يحظى به من ليس يشبهه

وليس يشبهه في العين من أحدِ

إذا تجلى لكم في عين وحدته

لن تدركوه لأنَّ الروح ذو جسد

والعينُ ذو جسد فأين وحدته

فارجع وراك ولا تكرع ولا ترد

إنَّ المهيمنَ بالأسماءِ نعرفه

والاسم يظهره لصاحبِ الرصد

لذاك قال لهم سموهمُ فإذا

سموهمُ بان من أسمائهم رَشَدي

فواحد العينِ مجهولٌ بلا صفةٍ

فاعمل عليه فإنَّ الناسَ في حيد

عن الذي رمتُ منه إن تحصله

لو لم يكن فيه إلا الوصفُ بالجسد

لذاك يطلبه حتى يكون كهو

ولا يكن فاقتصر عليك ولا تزد

لو أنَّ إبليسَ علامٌ بخالقه

كان الإله له من أعظم العدد

لو أنَّ آدمَ لم يخذلْ طبيعته

ما كان في الملأ الذريّ من لدد

محيي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من المتكلمين ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، واستقر في دمشق ومات فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024