Skip to main content
search

ما إن علمت بأمر فيه من عدد

إلا وقامت به حقيقة الأحدِ

عين توحد والأسماء تكثرها

والكثر لا ينتهي فيها إلى أمدِ

لما علمت بهذا واتصفت به

علمت أن وجودَ الفرد في العدد

فخبروني عن أمر لا شبيه له

وما هو الله ذو الآلاءِ والرفد

إن الغنيّ الذي غناه عن عرض

هو الفقير إلى الآلاتِ والعدد

وليس في الكون إلا من تكون له

هذي الصفات فما في الكون من أحد

يقال فيه غنيّ لا افتقار له

وذلك الحكم في الأدنى وفي البعد

وذلك الحكم ساري إن علمتَ به

في كل ذي روح أو في كل ذي جسد

إن الوجود الذي تدري به بلد

وإنه واحد من ساكني البلد

أقول فيه مقالاً لا أقول به

حتى أعاينه في كلِّ مستند

هو الوجود الذي الأعيان صورته

وإنَّ صاحبه مشارك النكد

لولا الوجودُ ولولا حسنُ صورتِه

ما كان لي أمل في كلِّ ذي حيد

عن من إلى من وفي من فاستعدّ له

إن الإمام الذي يهدي إلى الرشد

إنَّ الإله دعانا أن نلاقيه

بالموت عند فراق الروح للجسد

لذاك أسرعتِ الأرواح طائرة

ولم تعرّج على أهلٍ ولا ولد

ليس التعجبُ من تعجيلِ رحلتها

إن التعجبَ من نوحٍ ومن لُبد

محيي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من المتكلمين ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، واستقر في دمشق ومات فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024