Skip to main content
search

الحكمُ حكمُ الجبر والاضطرار

ما ثَم حكم يقتضي الاختبارْ

إلا الذي يثعزى إلينا ففي

ظاهرِه بأنه عن خيارْ

كمثلِ ما يُعزى إلى خالقي

وعرشنا من عرشه في ازورار

لو فكر الناظر فيه رأى

بأنه المختار عن اضطرار

لكل هذا ثابتٌ لا تقل

بأنه خاص بنا مُستعار

فالعلمُ ما يتبع معلومه

فالحكمُ للساكنِ مثل الديار

لا تعتبِ العالم في كلِّ ما

يكون فيه من غنى وافتقار

ولا الذي أوجده إنه

يحكم بالعلمِ فأين الفرار

حِرتُ وحار الأمر في حيرتي

فليلزمِ العالمُ دارَ القرار

وليرتضي بما له لا يزد

على رضاه إنه في تَبار

لا يعلم الحقَّ سوى واحد

يقضي على الحكام بالاضطرار

ألا ترى القاضي في حكمه

بمقتضى الشِّرعِ فأين الخيار

ما أقلق العالم إلا الذي

قام به من حكمة الانتظار

هذا هو الفصلُ الذي بينه

وبين من يفعل بالاقتدار

محيي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من المتكلمين ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، واستقر في دمشق ومات فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024