اسقياني على اقتراح العذارى

ديوان ابن معصوم

اِسقِياني على اِقتراحِ العَذارى

وَاِعذراني فَقَد خَلعتُ العِذارا

شمسَ راحٍ من كَفِّ خودٍ رَداحٍ

شَخصَت فيهما العُيونُ حَيارى

أَشرقَت في الكؤوس ناراً وَقِدماً

عبَدَتها المجوسُ في الدَنِّ نارا

واِجلواها وَالدَهرُ طلقُ المحيّا

وَالقَماري تنادمُ الأَقمارا

في عَذارى كأَنَّهُنَّ رياضٌ

وَرياضٍ كأَنَّهُنَّ عَذارى

لا تَلوما فَما التَصابي بعارٍ

قبل يَسترجع الصِبا ما أَعارا

وَدَعاني مُجاهِداً في غَرامي

إِنَّ داعي الهَوى دَعاني جِهارا

أَمعيرَ الظُبى شباً وَغِرارا

لحظُهُ والظِبا رَناً واِحوِرارا

ما لِقَلبي يَزيدُ فيك غَراماً

كلَّما زِدتَ عن هواه نِفارا

أَيُّ قَلبٍ ما هامَ فيك ولكن

زادَ قَلبي بحبِّك اِستِهتارا

خاطرَت في هَواكَ مهجةُ صَبٍّ

هَويَت منك ذابِلاً خَطّارا

من يُباريكَ يا مُنى النَفس حُسناً

لا وَعينيكَ لست مِمَّن يُبارى

ربَّ لَيلٍ قصَّرتُهُ بلقاهُ

وَليالي الهَنا تَكونُ قصارا

رُضتُه بالمُدام حتّى إِذا ما

تركتهُ لا يَستبِدُّ اِختيارا

نِلتُ ما شئتُ من هواه وَلَولا

عفَّة الحبِّ لاِرتكبت العارا

يا خَليلي عُج بالنَقا لنُقضّي

للهوى في ربوعِه أَوطارا

إِنَّ بَينَ النَقا وَبَينَ المصلّى

ظبياتٍ لها الأسودُ غيارى

نَتَمارى إِن لُحنَ هَل هُنَّ غيدٌ

أَم ظِباءٌ في حُسنها لا يُمارى

هيَ لَو لَم تَكُن ظِباً وَبُدوراً

ما صدَعنَ الدُجى وَجُبنَ القِفارا

لُحنَ للرَكبِ وَالعقولُ حَيارى

فاِختطفنَ العقولَ والأَبصارا

وأَرقنَ الدماءَ طَعناً وَقَتلاً

وَأَمِنَّ الجزا قِصاصاً وَثارا

يا لقَومي أَيذهبُ في الحُب

بِ دَمي باطِلاً وَجرحي جُبارا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن معصوم، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات