Skip to main content
search

العلمُ أولى ما اتبع

والعبد عبدُ ما اتبعْ

هذا هو الحقُّ بدا

فخذ بقولي أو فَدَعْ

من وسع الحق فما

يعجز عن شي يسع

ما أشرف العبد الذي

لكل شيء قد وضع

من نازلٍ وصاعدٍ

وخافضٍ ومرتفع

ميزانه في يده

كالحقِّ يُعلي ويضع

إنْ قالَ قولاً هائلاً

فما يقول من جَزع

لأنه يعلم أنّ

القولَ بالحقِّ صَدَع

عبادَه فاعتبروا

في هولِ يومِ المطلع

إذا أتى العبدُ به

إلى الجحيم فاطّلع

لكي يرى صاحبَهُ

عنه الأمان قد نُزع

فقال تالله لقد

كِدت لتردينْ ومعْ

هذا فإني شافعٌ

فيكَ إن الله شفع

فالحمدُ لله الذي

خلصني مما وقع

فه الجهول إذ أتا

ه رادعٌ فما ارتدع

في سورةِ الصفّ أتتْ

آيته لو اطّلعْ

على المعاني نلتُها

نيلَ الذي بها انتفع

في منزلِ الدنيا الذي

لكلُّ خيرِ قد جَمَع

والشكر لله الذي

منَّ عليَّ ودفع

عني ما احذره

يومَ النشور والفَزَع

وجاء في توقيعه

هذا جزاء من تبع

بعقده وفعله

رسولُنا فيما شرع

وكلُّ ما جاء به

إليه من شرعٍ نزع

وما توانى ساعةً

وما افترى وما ابتدع

فوجهه النور إذا

ما النور في الحشر سطع

فالحمدُ لله الذي

يُحمد أعطى أو منع

بذا أتانا وحيُه

فألسنُ الخلقِ تبع

بأنه قال على

لسانِه ما قد شَرَع

له بمما يقوله

على مُصلٍّ متبع

إمام قولٍ مقيّد

ليس بشخصٍ مبتدع

وأيّ مجد مثل ذا

وأيّ فخر قد سمع

أصبح عبداً تائباً

عني إذا قال سمع

الله والله لمن

حمدُه كذا وقع

محيي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من المتكلمين ، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، واستقر في دمشق ومات فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024