Skip to main content
search

هذه حلبة الهوى والفراقِ

فاجر فيها سوابقَ الآماقِ

فلقاءُ الأحباب مثل لقاء الحر

ب بين القلوب والأحداقِ

وتأمَّل بين الهوادج والأطـ

ـلال منها مصارع العشَّاقِ

فقسيٌّ تهدي ولسن بأو

تارٍ سهاماً تصمي بلا أفواقِ

بي بيضاءَ فعلها فعل سمراءَ انـ

ـثنت من العوالي الدّقاقِ

زيَّن الفرعُ قدَّها مثل ما

زينت لدان الغصون بالأوراقِ

لو تطيقُ الحمامُ ألقت عليه

ما بأجيادها من الأطواقِ

أخدمت حسنها سويداءَ قلبي

فهي لا تهتدي لسبل الإباقِ

أيُّ شمسٍ مغيبها لي سمومٌ

وسموم الشموس بالإشراقِ

كلَّما خوطبت على حبس قلبي

وقّعت للدموع بالإطلاقِ

فسواء ما بدَّدت فوق خدّيَّ

وما نظَّمته فوق التراقيِ

ضحكتْ عند وصف شوقي ولم

تدرِ بأنَّ البكاء للأشواقِ

لم يكن قبل وجهها ليّ علمٌ

أنَّ ماء الجمال للإحراقِ

هل مجيرٌ من الدجى فهو طفل

لم يشب من قطيعة وفراقِ

طال حتى حسبتُ أنَّ النجوم الأفـ

ـق من بطءِ سيرها في وثاقِ

وخفيّ الوميض ينمى كما يسـ

ـرع سقط االزنادِ في الحرَّاقٍ

فلو أنَّ الصباح يجدى لأعـ

ـطته يدا يوسف مع الإملاقِ

ابن الساعاتي

علي بن محمد بن رستم بن هَردوز، أبو الحسن، بهاء الدين بن الساعاتي. (1158 - 1207) م شاعر مشهور، خراساني الأصل، ولد ونشأ في دمشق. وكان أبوه يعمل الساعات بها. قال ابن قاضي شهبة: برع أبو الحسن في الشعر، ومدح الملوك، وتعانى الجندية وسكن مصر. وتوفي بالقاهرة. وأخوه الطبيب ابن السَّاعاتي (618 هـ 1221 م)

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024