Skip to main content
search

خليليَّ ما بالُ الكؤوس عواطلاً

وتبر الطّلا الشفّاف في قبضة الشّربِ

ألم تريا تلك التهائم والرُّبى

تخايلُ في حلي الخمائل والعصب

كأنَّ الأقاحي طلَّةُ لؤلؤُ الندى

ثغورُ الغواني والحيا أدمعُ الصّبِّ

وجدنا بها ماء الحياة لأنه

إذا أصاب أحيا رشفهُ ميّتَ التُّرب

فحميّ يبهما شمساً تحلُّ زجاجةً

هي الصبح يعلوها فواقعُ كالشُّهب

معتَّقة في الذوق أحلى من المنى

وأسرى إلى الأحشاء من لاعج الحب

إذا نفذت من كاسها قلت وجنة

تألق في أحشائها خجل العتب

وغن لبس الزغف الغديرُ وأرسلت

سهام الغوادي آذن الهمّ بالحرب

على وجه مرآة الزمان وللصَّبا

بوادرب يجلو مرُّها صدأ السحب

وقم ننهب اللذّاتِ قبل فواتها

فإنك غمرُ لم تذق لذّة النهب

فيا نعمة الحسنى بوجه مديرها

وإن كان صرف الدهر بالغ في الذنب

ويا فوز سعي العين في طلب العلى

إذا ما أفادت لذّة العين والقلب

ابن الساعاتي

علي بن محمد بن رستم بن هَردوز، أبو الحسن، بهاء الدين بن الساعاتي. (1158 - 1207) م شاعر مشهور، خراساني الأصل، ولد ونشأ في دمشق. وكان أبوه يعمل الساعات بها. قال ابن قاضي شهبة: برع أبو الحسن في الشعر، ومدح الملوك، وتعانى الجندية وسكن مصر. وتوفي بالقاهرة. وأخوه الطبيب ابن السَّاعاتي (618 هـ 1221 م)

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024