Skip to main content
search

ولم أرَ يوماً كانَ أبهج منظراً

زمن البرزخ المشهود لو كنتَ تعلمُ

غداً حاجزاً ما بين ضدّين لم تزل

جوامعُ فكري فيهما تتقسّم

وكان رداءُ الملح أزرقَ مصمتاً

وها ردنهُ بالعذب أزرقُ معلم

ظللنا نفضّ الهمَّ في جنباته

ونجمع أشتات السرور وننظم

يعرّض موجُ البحر لا عن مودَّة

إلينا خدوداً بالمجاذيف تلطم

ويعدو بنا جون الإهاب بحلبةٍ

يكرس بأدناها كميتٌ وأدهم

يزيد نشاطاً حين يدنى عنانه

ويهدي إلى الغايات والليل مظلم

ويركض أن خيف الونى في انحداره

فيطغى ولا يشكو ولا يتألم

ورحنا وشادينا يهزُّ قزامهُ

كما اهتزَّ رمحٌ زان أعلاهُ لهذم

وراووقنا يبكي بمرجان دمعه

وكاساتها عن لؤلؤٍ تتبسّم

وقد ألجمتنا صمتة السكر والحجى

وأحشاؤنا من لذَّةٍ تترنم

ابن الساعاتي

علي بن محمد بن رستم بن هَردوز، أبو الحسن، بهاء الدين بن الساعاتي. (1158 - 1207) م شاعر مشهور، خراساني الأصل، ولد ونشأ في دمشق. وكان أبوه يعمل الساعات بها. قال ابن قاضي شهبة: برع أبو الحسن في الشعر، ومدح الملوك، وتعانى الجندية وسكن مصر. وتوفي بالقاهرة. وأخوه الطبيب ابن السَّاعاتي (618 هـ 1221 م)

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024