Skip to main content
search

خليليَّ ما بالُ النجوم كأَّنما

أبى الليل أن تسري بأفقٍ كواكبهْ

تعاظمَ واطغوغى وألقى بعاعهُ

وأقبل كالبحر الذي أنا راكبه

أهابُ عواديه وآملُ خوضهُ

وكيف يخوض اليمََّ من هو هائبه

إذا حلَّ ظهر الأرض أولاهُ أشفقت

غواربها من أن تقلَّ غواربه

فلو أنَّهُ أمسى خضاباً لمعشرٍ

لسرَّ خضيباً أن تشيبَ ذوائبه

إذا قلتَ قد ولَّتْ وجازت صدورهُ

أطلتْ علينا كالجبال مناكبه

أضلَّ بها الأيدي اللوامسَ قصدها

من التيه حتى وَّفر الدرَّ حالبه

فلو طرَّقت أن الليالي بمثلها

لذي حسبٍ ما نظم الجزعَ ثاقبه

كم استأذنت عيني على فجر خدرهِ

فما رفعتْْ أسترهُ وهيادبه

وليس بمرجو الصباح وهذه

مشارقهُ مسودةٌ ومغاربه

أرى كلَّ صبغ يصحبُ الدهرَ لونه

سينصلُ إلا جنحهُ وغيابه

بغتهُ فهابت أن تلمَّ طيوفهُ

وتسري وخافت أن تدبَّ عقاربه

ولم أرَ مثلَ الليل طوداً للاجىءٍ

مهالكهُ حفتْ بهنَّ مطالبه

ابن الساعاتي

علي بن محمد بن رستم بن هَردوز، أبو الحسن، بهاء الدين بن الساعاتي. (1158 - 1207) م شاعر مشهور، خراساني الأصل، ولد ونشأ في دمشق. وكان أبوه يعمل الساعات بها. قال ابن قاضي شهبة: برع أبو الحسن في الشعر، ومدح الملوك، وتعانى الجندية وسكن مصر. وتوفي بالقاهرة. وأخوه الطبيب ابن السَّاعاتي (618 هـ 1221 م)

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024