Skip to main content
search

أموضعّ سريّ والذي حسنُ عهدهِ

عليه من اللاحي أليحُ وأشفقُ

أبثك أشواقي إليكَ وإنما

أحنًّ إلى العلياء أو أتشوَّق

وعندي أسير من رجائك لم يكن

على المجد عارٌ لو يغاث ويطلق

فجدْ بكتابٍ صامتٍ وهو ناطقٌ

وحسبكَ من جود به الطرسُ ينطق

تضمنَ من حسن الفصاحة والنُهى

غنّى أنا منه مدَّة الدهر مملقُ

معانٍ كأعطاف الغواني رشيقةٌ

تحبُّ على الهجران منها وتعشَق

وخطٌ كوشي الروض لم يعدُ ناظراً

به راتعاً أو خاطراً يتأنق

ولولا ولوعي بالفضائل لم يبتْ

فؤادي بأمواه الطلاوة يحرقَ

ولم أرَ قبلهُ يحمل النَّدى

فيبقى ولا شمساً لها لا نفسُ مشرق

قدامَ لهذا الملكِ حُسناً وعدةً

يجتمع في سحر النُهى ويفرقُ

وقد حفزتني رحلةُ البين والهوى

سيخلق في الأحشاء ما ليس يخلق

نطقتُ بما قلدتني من صنيعةٍ

فأشبهني فيك الحمامُ المطوَّق

ولولا أيادي حضرةٍ صاحبيهِ

أرافق منها ما يعين ويرفق

لما كان ذكرٌ جميلٌ ركابه

إلى غاية الدنيا يغذِ ويعنق

هو الواسع الأعطان للوفد والقرى

إذا كفَّهم صدرٌ من العام ضيق

محاسنُه في وجنة الأرض شامةٌ

تشوقُ وفي وجه الفضائل رونق

وقد كذب المداح حاشايَ قبله

ولكنني فيه أقول وأصدق

فلا برحتْ تلك الثمائلُ في العلى

معاني منهَ تستفاد وتسرق

ابن الساعاتي

علي بن محمد بن رستم بن هَردوز، أبو الحسن، بهاء الدين بن الساعاتي. (1158 - 1207) م شاعر مشهور، خراساني الأصل، ولد ونشأ في دمشق. وكان أبوه يعمل الساعات بها. قال ابن قاضي شهبة: برع أبو الحسن في الشعر، ومدح الملوك، وتعانى الجندية وسكن مصر. وتوفي بالقاهرة. وأخوه الطبيب ابن السَّاعاتي (618 هـ 1221 م)

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024