Skip to main content
search

أهدى الضّنا تذكارها

لمياءُ شطَّ مزارها

سفكتْ دماءَ العا

شقين ولم تخفْ أوزارها

فجحودها بجفونها

وبخدِّها إقرارها

وبي الجراحُ فكيف في

وجناتها آثارها

يا غصَّةً قد ذاقها

خلخالها وسوارها

تبدو لنا فيحطّ عن

بدر السماءِ خمارها

بدوريّة جارتْ على

قلبي وقلبي جارها

يا نعمةً زالت غدا

ةَ جهلتُ ما مقدارها

سكنتْ حشايَ وأقفر

تْ أطلالها وديارها

لو تستطيع تحدَّ

ثت بغرامنا أحجارها

نحرتْ روايا المزن في

عرصاتها وعشارها

وغصونِ بانٍ مائسا

تٍ والنهودُ ثمارها

كم مهجةٍ أهدى إلى

خطر الهوى خطّارها

سمرٌ أحاديثي بها

لا تنقضي أسمارها

أسفي على نفسٍ قتلتِ

وليسَ يدرك ثارها

هي سكرة لا ينقضي

حتى المماتِ خمارها

يا نفحةً بالنَّعف

أهدى لوعتي عطّارها

لولا الهوى العذريُّ ما

طابتْ لنا أخبارها

وبنشرِ ريّا لذَّ رياً

رندها وعرارها

أحيتْ صبابتنا وما

تت في الحشا أسرارها

وأهلَّةٍ بالخيف تمَّ

لشقوتي إبدارها

إذ لا يخاف محاقها

لكن يخاف سرارها

ولها من الغزلان سحرُ

جفونها ونفارها

وتحلُّ في الظلماءِ عن

مثل الضحى أزرارها

قسماً بما اشتملتْ عليهِ

بمكةٍ استارها

لقد استبيحتْ مهجةٌ

لا يستباحُ ذمارها

رمتِ الفؤاد بجمرها

لما رميت جمارها

فسقا وحياهنَّ من

سحبِ الحيا موَّارها

من كلِّ ساريةٍ صفتْ

جمّاتها وغمارها

إذ كل حزنٍ وجنةٌ

بالنبت دبَّ عذارها

يعطي الأمانَ من الجد

وب الموبقات جوارها

وإذا يخاف المحلُ

فالملك المعظّم جارها

ابن الساعاتي

علي بن محمد بن رستم بن هَردوز، أبو الحسن، بهاء الدين بن الساعاتي. (1158 - 1207) م شاعر مشهور، خراساني الأصل، ولد ونشأ في دمشق. وكان أبوه يعمل الساعات بها. قال ابن قاضي شهبة: برع أبو الحسن في الشعر، ومدح الملوك، وتعانى الجندية وسكن مصر. وتوفي بالقاهرة. وأخوه الطبيب ابن السَّاعاتي (618 هـ 1221 م)

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024