هذا على كبرياء في مطامعها

ديوان القاضي الفاضل

هَذا عَلى كِبرِياءٍ في مَطامِعِها

نَفسٌ عَلى فَقرِها تَستَرخِصُ الغالي

فَلا عَدَمتُ يَميناً مِنهُ مُغرِقَةً

في يَمِّ مَعروفِها فِرعَونَ آمالي

قَلبٌ تَراكَمَتِ الأَوجالُ وَاِزدَحَمَت

فيهِ فَأَوجالُهُ مِنهُ بِأَوجالِ

فَقُل لِهَمٍّ جَديدٍ جاءَ يَسكُنُهُ

إِنّي نَصيحُكَ فَاِطلُب مَوضِعاً خالي

وَلِلهُمومِ كُنوزٌ فيهِ مُقفَلَةٌ

مِنَ السُكوتِ عَلى الشَكوى بِأَقفالِ

فَلَو رَآهُ سُرورٌ كانَ يُنكِرُهُ

وَالهَمُّ لَو قَد يَراهُ قالَ هَذا لي

أَعمالُ دَهرٍ إِذا أَنكَرتُ سُنَّتَها

عَرَفتُ مِنها بِما عوقِبتُ آمالي

إِلى مَتى أَنا في حالٍ إذا سَأَلَت

عَنها الصَديقَ الأَعادي قالَ في حالِ

أَخلالُهُم بي كَثيرٌ لَستُ أَذكُرُهُ

وَيَذكُرونَ وَما أَخلَلتُ إِخلالي

لا ماءُ وادٍ وَلا نارٌ عَلى شَرَفٍ

إِلى الَّذي جَمَعَ الصادي إِلى الصالي

وَرُبَّما نِلتُ حاجاتٍ بِأَيسَرِها

يَكفيكَ نارَ الهَجيرِ الظِلُّ في الضالِ

لا قُلتُ مالي وَإِن أَثَرَت يَدي أَبَداً

يُشيرُ بِالنَفى ما يا قائِلاً مالي

قِيامَتي الهَمُّ إِنَّ الهَمَّ يُشبِهُها

وَنَفثَةُ النَفخِ فيها شَرُّ زِلزالِ

وَالأَرضُ أَثقالُها الزِلزالُ يُخرِجُها

وَلَستُ أُخرِجُ في شَكوايَ أَثقالي

قالوا اِنقِباضٌ عَنِ الخِلّانِ يوحِشُهُم

وَما أَرى حافِلاً مِنكُم بِإِذلالي

قِف بِالخَواطِرِ في الكُتبِ الَّتي حَمَلَت

ذِكرَ الكِرامِ فَفيها أَيُّ أَطلالِ

وَصُن مَنازِلَهُم مِن هَطلِ دامِعَةٍ

وَخَلِّها لِتِلالِ المَنزِلِ البالي

إِنَّ الدِيارَ الَّتي تُبكى بِمُتَّقِدٍ

غَيرُ الدِيارِ الَّتي تَبكي بِهَطّالِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان القاضي الفاضل، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات