Skip to main content
search

أَوثَقَ ما كانَ بَأيّامِهِ

خانَتهُ وَالأَيّامُ خَوّانَه

ما رَعَتِ الأَيّامُ أَيّامَهُ

وَلا اِتَّقى المَقدورُ سُلطانَه

إِن قُلتَ مَن كانَ وَما وَصفُهُ

فَكُلُّ شَيءٍ حَسَنٍ كانَه

ماتَ وَماتَ الناسُ مِن بَعدِهِ

وَما أَماتَ الشُكرُ إِحسانَه

وَعُمرُ نوحٍ لَم يَكُن عُمرَهُ

بَلِ النَدى غَمَّرَ طوفانَه

غَمِّض عَنِ الدُنيا وَعَن أَهلِها

عَينَكَ إِن لَم تَرَ إِنسانَه

أَبقَيتَ أَطرافَ غِنى كُلُّ مَن

أَبصَرها رَجَّعَ أَلحانَه

فَقَضَّبَت أَحداثُها دَوحَهُ

وَقَصَفَت مِن بَعدُ أَغصانَه

دُنياهُ يا دُنياهُ ما أَنتِ في

ظُلمِكِ ذا الإِنسانَ إِنسانَه

وَزالَ إِمكانُ فَتىً واسِعٌ

لِلحَقِّ ما اِستَوسَعَ إِمكانَه

إِن أَبكِهِ طَرفي عَلى خيفَةٍ

يَأمُرُ بِالكِتمانِ أَجفانَه

وَلَيتَهُ أَعلَنَ أَشجانَه

فَيَحمِلُ الإِعلانُ أَشجانَه

وَكُنتُ في كِتمانِ حُبّي لَهُ

كَمُؤمِنٍ يَكتُمُ إيمانَه

مَن جَعَلَ الدَهرَ لِباساً لَهُ

فَكَيفَ يَستَغرِبُ أَلوانَه

القاضي الفاضل

عبد الرحيم البيساني، المعروف بالقاضي الفاضل (526هـ - 596هـ) أحد الأئمة الكتَّاب، ووزير السلطان صلاح الدين الأيوبي.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024