Skip to main content
search

يا مَغاني الأَحبابِ صِرتِ رُسوما

وَغَدا الدَهرُ فيكِ عِندي مَلوما

أَلِفَ البُؤسُ عَرصَتَيكِ وَقَد كُن

تِ لَنا قَبلُ رَوضَةً وَنَعيما

رَحَلَ الظاعِنونَ عَنكِ وَأَبقَوا

في حَواشي الأَحشاءِ حُزناً مُقيما

أَينَ تِلكَ الظِباءُ أَصبَحنَ في الحُس

نِ بُدوراً وَفي البَعادِ نُجوما

قَد وَجَدنَ السُلُوَّ بَرداً سَلاماً

إِذ وَجَدنا الهَوى عَذاباً أَليما

يا أَبا الفَضلِ وَالَّذي وَرِثَ الفَض

لَ عَنِ الفَضلِ حادِثاً وَقَديما

قَد لَعَمري أَعدَت شَمائِلُكَ الدَه

رَ فَأَضحى مِن بَعدِ لُؤمٍ كَريما

لَكَ مِن ذي الرِئاسَتَينِ خِلالٌ

مُعطَياتٌ في المَجدِ حَظّاً جَسيما

جُمَلٌ فيكَ لَو قُسِمنَ عَلى النا

سِ لَما أَصبَحَ اللَئيمُ لَئيما

شِيَمٌ غَضَّةٌ تَروحُ وَتَغدو

أَرَجاً في هُبوبِها وَنَسيما

قَد تَعالَت بِكَ المَآثِرُ حَتّى

قَد حَسِبناكَ لِلسِماكِ نَديما

كُلَّ يَومٍ آمالُنا فيكَ لِلأَم

رِ الرِئاسِيِّ تَقتَضيكَ النُجوما

آلَ سَهلٍ أَنتُم غُيوثُ بَني سا

سانَ جوداً وَنَجدَةً وَحُلوما

أَيُّ فَضلٍ وَأَيُّ بَذلٍ وَجودٍ

لَم يُحالِف ذا الجودِ إِبراهيما

كَسرَوِيُّ تَلقاهُ في الحَربِ لَيثاً

قَسورِيّاً وَفي النَدِيِّ حَكيما

واضِحُ الوَجهِ وَالفَعالِ إِذا ما

كانَ وَجهُ الزَمانِ جَهماً بَهيما

هِبرِزِيٌّ قَد نالَ مِن كُلِّ فَنٍّ

مِن فُنونِ الآدابِ حَظّاً عَظيما

وَرَقيقُ الأَلفاظِ يَرصُفُ في الأَس

ماعِ دُرّاً وَلُؤلُؤاً مَنظوما

أَتعَبَتهُ العُلا فَأَبقَت نُدوباً

مُتعَباتٍ بِجِسمِهِ وَكُلوما

فَتَراهُ في حالَةٍ مَحسوداً

وَتَراهُ في حالَةٍ مَرحوما

كُلَّ يَومٍ يُفيدُهُ البَذلُ وَالجو

دُ مَتى كانَ ظاعِناً أَو مُقيما

حَمدَ عافٍ وَذَمَّ لاحٍ فَيَغدو

في جَزيلِ اللُهى حَميداً ذَميما

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024