Skip to main content
search

هَلِ الفَتحُ إِلّا البَدرُ في الأُفُقِ المُضحى

تَجَلّى فَأَجلى اللَيلَ جِنحاً عَلى جِنحِ

أَوِ الضَيغَمُ الضِرغامُ يَحمي عَرينَهُ

أَوِ الوابِلُ الداني مِنَ الديمَةِ السَحِّ

مَضى مِثلَ ما يَمضي السِنانُ وَأَشرَقَت

بِهِ بَسطَةٌ زادَت عَلى بَسطَةِ الرُمحِ

وَأَشرَقَ عَن بِشرٍ هُوَ النورُ في الضُحى

وَصافى بِأَخلاقٍ هِيَ الطَلُّ في الصُبحِ

فَتىً يَنطَوي الحُسّادُ مِن مَكرُماتِهِ

وَمِن مَجدِهِ الأَوفى عَلى كَمَدٍ بَرحِ

يَجِدُّ فَتَنقادُ الأُمورُ لِجِدِّهِ

وَإِن راحَ طَلقاً في الفُكاهَةِ وَالمَزحِ

وَما أُقفِلَت عَنّا جَوانِبُ مَطلَبٍ

نُحاوِلُهُ إِلّا افتَتَحناهُ بِالفَتحِ

فِداؤُكَ أَقوامٌ سَبَقتَ سَراتَهُم

إِلى القِمَّةِ العَلياءِ وَالخُلُقِ السَمحِ

وَعَدتَ فَأَوشِك نُجحَ وَعدِكَ إِنَّهُ

مِنَ المَجدِ إِعجالُ المَواعيدِ بِالنُجحِ

وَأَنتَ تَرى نُصحَ الإِمامِ فَريضَةً

وَإِخبارُهُ عَنّي سَبيلٌ مِنَ النُصحِ

لَهُ مَكرُماتٌ يَقصُرُ الوَصفُ دونَها

وَأَبلَغُ مَدحٍ يُستَعارُ لَها مَدحي

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024