Skip to main content
search

أَقَمتُ وَأَجرَيتُ الصِبا ما وَحى واحٍ

وَأَمسَكتُ عَن بابِ الضَلالَةِ مِفتاحي

وَقالَ العَذارى لَيسَ فيكَ بَقِيَّةٌ

كَذَبنَ يَحِزُّ السَيفُ في الطَبَعِ الضاحي

تَمَتَّعتُ مِن وُدِّ الشَبابِ الَّذي مَضى

مَعَ البيضِ أُسقى ريقَهُنَّ مَعَ الراحِ

وَوادُ العَذارى زائِرٌ وَمُرَدَّناً

يَطُفنَ بِذَيّالِ السَرابيلِ مِسفاحِ

مِنَ القادَةِ المُستَأذِنينَ إِذا غَدا

كَأَنَّ عَلى أَعطافِهِ ضَوءَ مِصباحِ

لَقَد كانَ يَومي بِالجُدَيدِ مُشَهَّراً

وَأَيّامُ ذي ضالٍ وَيَومٌ بِذي ضاحِ

لَيالِيَ أَغدو بَينَهُنَّ مَرَفَّلاً

أُحِبُّ وَأُعطى حاجَتي غَيرَ مِلحاحِ

فَغَيَّرَ ذاكَ العَيشَ تاجٌ لَبِستُهُ

وَطاعَةُ مَهدِيٍّ كَفَت قَولَ نُصّاحِ

فَمِالآنَ لا أَسري إِلى أُمِّ مالِكٍ

بِعُتبى وَلا أُصغي إِلى قَولِ قِرواحِ

تَمَثَّلَ لي وَجهُ الخَليفَةِ دونَها

فَقُل في حَبيبٍ دونَهُ أَسَدٌ شاحِ

وَنَدمانِ صِدقٍ قَد وصَلتُ حديثَهُ

بِأَزهَرَ مَجّاجِ المُدامَةِ نَبّاحِ

إِذا فَرَغَت كَأسُ اِمرِىءٍ خَرَّ ساجِداً

وَصَبَّ لَنا صَفراءَ في طيبِ تُفّاحِ

عَلى ذاكَ حَتّى رَدَّني عَن جَهالَةٍ

وَما الناسُ إِلّا طالِبُ اللَهوِ أَو صاحِ

وَلَولا أَميرُ المُؤمِنينَ مُحَمَّدٌ

رَجَعتُ بِأُخرى مِن دُمى الناسِ مِلواحِ

لَها نَصَفاتٌ حَولَها يَستَلِمنَها

كَما اِستَلَمَ الرُكنَ النَواسِكُ بِالراحِ

إِذا نَظَرَت حالَت بِها عَينُ ناظِرٍ

وَأَودَت بِأَلبابِ وَأَلوَت بِأَرواحِ

فَقُلتُ لَها بانَ الشَبابُ فَقَد مَضى

وَصاحَبَني غَيظٌ لِغَيرانَ مِنباحِ

لِعَلَّكِ أَن لا تَعرِفيني بِمِثلِها

هَداني أَميرُ المُؤمِنينَ بِمِصباحِ

فَآلَيتُ لا آلو الخَليفَةَ طاعَةً

وَلا أَبتَغي إِذناً عَلى ذاتِ أَوشاحِ

تَرَكتُ تِجاراتِ المَعازِفَ رائِحاً

وَأَعرَضتُ عَن راحٍ وَعَن قَينَتَي راحِ

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024