Skip to main content
search

أَأَبكاكَ داعٍ في الصَباحِ سَميعُ

وَطَيفٌ سَرى مِن نَهرَوانَ يَريعُ

وَقائِلَةٍ إِنَّ العِيالَ مُعَوِّلٌ

عَلَيكَ فَلا تَقعُد وَأَنتَ مُضيعُ

فَقُلتُ لَها كُفّي سَيَكفيكِ وَافِدٌ

أَشَمُّ لِأَبوابِ المُلوكِ قُروعُ

وَما أَنا راضٍ بِالهَوانِ إِذا اِحتَبى

عَلى الذُلِّ في دارِ الهَوانِ رَتوعُ

إِذا الأَمرُ لَم يُقبِل عَلَيَّ بِوَجهِهِ

فَلي مَسلَكٌ بِاليَعمُلاتِ وَسيعُ

وَزُرتُ هُماماً يُصبِحُ الناسُ حَولَهُ

عُكوفاً عَلَيهِم ذِلَّةٌ وَخُضوعُ

وَلَمّا اِلتَقَينا سابَقَ الحَمدَ جودُهُ

فَأَجدى وَجودُ الطالِبينَ سَريعُ

وَأَملاكُ صِدقٍ أَلبَسَتني طِرازَهُم

قَصَائِدُ ما لي غَيرُهُنَّ شَفيعُ

وَغَيثٌ إِذا ما لاحَ أَومَضَ بَرقُهُ

كَما أَومَضَت تَحتَ الرِداءِ خَريعُ

إِذا حاجةٌ أَلقَت عَلَيَّ بَعاعَها

رَكِبتُ وَحَسبي مُنصَلٌ وَقَطيعُ

يُرِدنَ اِمرأً قَد شَذَّبَ الحَمدُ مالَهُ

أَغَرَّ طَويلَ الباعِ حينَ يَبوعُ

وَما ضاعَ مالٌ أَورَثَ الحَمدَ أَهلَهُ

وَلَكِنَّ أَموالَ البَخيلِ تَضيعُ

عَلى خَشَباتِ المُلكِ مِنكَ مَهابَةٌ

وَفي الدِرعِ عَبلُ الساعِدَينِ قَروعُ

يَشُقُّ الوَغى عَن وَجهِهِ صِدقُ نَجدَةٍ

وَأَبيَضُ مِن ماءِ الحَديدِ وَقيعُ

إِذا خَزَنَ المالَ البَخيلُ فَإِنَّما

خَزائِنُهُ خَطِّيَّةٌ وَدُروعُ

وَبيضٌ بِها مِسكٌ مَكانَ بَنانِهِ

وَلَكِنَّها ريحُ الدِماءِ تَضوعُ

تَروحُ بَأَرزاقٍ وَتغدو بَغارَةٍ

فَأَنتَ ذُعافٌ مَرَّةً وَرَبيعُ

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024