Skip to main content
search

مَهلاً أَخي لَم تَلقَ ما قَد لَقيتُ

تَكادُ أَنفاسي بِروحي تَفوتُ

في القَولِ يَأتيكَ بَيانُ الفَتى

وَالعَيُّ ما أَغناكَ عَنهُ السُكوتُ

مِن حِكَمٍ صَمتٌ فَدَع مَنطِقاً

إِن كانَ خَيراً لَكَ مِنهُ الصُموتُ

إِن تَجفُني فَإِنّي اِمرُؤٌ

أَصبو وَأَصبي رُبَّما قَد جُفيتُ

قُل أَيُّها اللائِمُ في حُبِّها

لَم تَدرِ ما وُدّي وَلا ما هَويتُ

سَلمى هِيَ النَفسُ وَهَمُّ الفَتى

رَضيتُ مِنها بِمَقالٍ رَضيتُ

مِن حُبِّ سَلمى عَبرَتي ثَرَّةٌ

تَمنَعُني النَومَ وَرَأيي شَتيتُ

قَد مُتُّ مِن شَوقٍ إِلى وَجهِها

وَلَو أَراها في مَنامي حَيِيتُ

يا حَبَّذا سَلمى عَلى بُخلِها

صَدَّت وَقَلبي هالِكٌ مُستَميتُ

وَبِالمُنَهّى يَومَ راحَ العِدى

ذَكَّرتُها وَأياً فَقالَت نَسيتُ

وَرُبَّما راحَت عَلى رِقبَةٍ

تَنوي لِقائي مَعَها العَنكَبوتُ

أَيّامَ مَعروفٌ عَلَيَّ الضَنا

مِنها وَلَو لا حُبُّها ما ضَنيتُ

لَمّا رَأَتني غَرِقاً في الحَوى

أَجرَضُ بِالمَوتِ وَحَولي كَتيتُ

قالَت ثَقيلٌ قَد دَنا مَوتُهُ

فَقُلتُ ما كُلُّ مَريضٍ يَموتُ

تَحتَ يَدِ اللَهِ فَلا تَحزَني

إِن مُتُّ مِن داءِ الهَوى أَو بَريتُ

وَروقَةٍ بِكرٍ يُصَلّى بِها

حينَ تُجَلّى وَيُطالُ القُنوتُ

جَهَّزتُها لَيلاً إِلى مالِكٍ

يَفوتُ أَجناداً وَمَن لا يَفوتُ

لَمّا أَتَت قالَ لَها مَرحَباً

فَداكِ مَن ضُمَّت عَلَيهِ البُيوتُ

بِمِثلِها أَعطى الفَتى مالَهُ

وَمالُ ذي الوَفرِ مَعاشٌ وَصيتُ

عِندي لِمَن زَفَّكِ طولُ الغِنى

مِن نائِلٍ يَبقى لَهُ ما بَقيتُ

مِن طَعَمِ اللَهِ المُحَيّا بِهِ

بَلجُ المُحَيّا أَريَحِيٌّ زَميتُ

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024