Skip to main content
search

كَم بِالمَدينَةِ مِن غَريبٍ نازِلٍ

لا ضابِئٌ مِنهُم وَلا قَيّارُ

أَمّا الَّذينَ تَدَيَّروا فَتَحَمَّلوا

وَتَخَلَّفَت بَعدَ القَطينِ دِيارُ

سارَ الزَمانُ بِهِم إِلى أَجداثِهِم

وَكَذا الزَمانُ بِأَهلِهِ سَيّارُ

كُن حَيثُ شِئتَ بِلُجَّةٍ أَو رَبوَةٍ

أَو وَهدَةٍ سَيَنالُكَ التَيّارُ

قَد أَعرَسَت عِرسُ الأَميرِ بِتابِعٍ

ضَرَعٍ فَأَينَ حَليلُها المِغيارُ

وَالدَهرُ سيدٌ في الخَديعَةِ ضَيغَمٌ

في الفَرسِ طائِرُ مَسلَكٍ طَيّارُ

وَالأَرضُ تَقتاتُ الجُسومَ كَأَنَّما

هَذا الحِمامُ لِتُربِها مَيّارُ

وَاللَهُ يُحمَدُ كُلَّما طالَ المَدى

طَمَتِ الشُرورُ وَقَلَّتِ الأَخيارُ

لا حَظَّ في الدُنيا لِعالي هِمَّةٍ

وَالوَحشُ أَفضَلُ صَيدِها الأَعيارُ

أبو العلاء المعري

أبو العلاء المعري (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024