Skip to main content
search

هَل أَنتَ إِن بَكَرَ الأَحِبَّةُ غادي

أَم قَبلَ ذَلِكَ مُدلَجٌ بِسَوادِ

كَيفَ الثَواءُ بِبَطنِ مَكَّةَ بَعدَما

هَمَّ الَّذينَ تُحِبُّ بِالإِنجادِ

هَمّوا بِبُعدٍ مِنكَ غَيرِ تَقَرُّبٍ

شَتّانَ بَينَ القُربِ وَالإِبعادِ

لا كَيفَ قَلبُكَ إِن ثَوَيتَ مُخامِراً

سَقَماً خِلافَهُمُ وَحُزنُكَ بادي

قَد كُنتَ قَبلُ وَهُم لِأَهلِكَ جيرَةٌ

صَبّاً تُطيفُ بِهِم كَأَنَّكَ صادي

هَيمانُ يَمنَعُهُ السُقاةُ حياضَهُم

حَيرانُ يَرقُبُ غَفلَةَ الوُرّادِ

فَالآنَ إِذ جُدَّ الرَحيلُ وَقُرِّبَت

بُزلُ الجِمالِ لِطِيَّةٍ وَبِعادِ

وَلَقَد أَرى أَن لَيسَ ذَلِكَ نافِعي

ما عِشتُ عِندَكِ في هَوىً وَوِدادِ

وَلَقَد مَنَحتُ الوُدَّ مِنّي لَم يَكُن

مِنكُم إِلَيَّ بِما فَعَلتُ أَيادي

إِنّي لَأَترُكُ مَن يَجودُ بِنَفسِهِ

وَمُوَكَّلٌ بِوِصالِ كُلِّ جَمادِ

يا لَيلَ إِنّي واصِلي أَو فَاِصرِمي

عَلِقَت بِحُبِّكُمُ بَناتُ فُؤادي

كَم قَد عَصيتُ إِلَيكِ مِن مُتَنَصِّحٍ

خانَ القَرابَةَ أَو أَعانَ أَعادي

وَتَنوفَةٍ أَرمي بِنَفسي عَرضَها

شَوقاً إِلَيكِ بِلا هِدايَةِ هادي

ما إِن بِها لي غَيرَ سَيفي صاحِبٌ

وَذِراعُ حَرفٍ كَالهِلالِ وِسادي

بِمُعَرَّسٍ فيهِ إِذا ما مَسَّهُ

جِلدي خُشونَةُ مَضجَعٍ وَبِعادِ

قَمنٍ مِنَ الحَدَثانِ تُمسي أُسدُهُ

هُدءَ الظَلامِ كَثيرَةَ الإيعادِ

بِالوَجدِ أَغدَرُ ما يَكونُ وَبِالبُكا

وَبِرِحلَةٍ مِن طِيَّةٍ وَبِلادِ

عمر بن أبي ربيعة

عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة، شاعر مخزومي قرشي، شاعر مشهور لم يكن في قريش أشعر منه وهو كثير الغزل والنوادر والوقائع والمجون والخلاعة، أحد شعراء الدولة الأموية ويعد من زعماء فن التغزل في زمانه. وهو من طبقة جرير، والفرزدق والأخطل.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024