Skip to main content
search

أَقفَرَتِ البُلخُ مِن عَيلانَ فَالرُحَبُ

فَالمَحلَبِيّاتُ فَالخابورُ فَالشُعَبُ

فَأَصبَحوا لا يُرى إِلّا مَنازِلُهُم

كَأَنَّهُم مِن بَقايا أُمَّةٍ ذَهَبوا

فَاللَهُ لَم يَرضَ عَن آلِ الزُبَيرِ وَلا

عَن قَيسِ عَيلانَ طالَما خَرَبوا

يُعاظِمونَ أَبا العاصي وَهُم نَفَرٌ

في هامَةٍ مِن قُرَيشٍ دونَها شَذَبُ

بيضٌ مَصاليتُ أَبناءُ المُلوكِ فَلَن

يُدرِكَ ما قَدَّموا عُجمٌ وَلا عَرَبُ

إِن يَحلُموا عَنكَ فَالأَحلامُ شيمَتُهُم

وَالمَوتُ ساعَةَ يَحمى مِنهُمُ الغَضَبُ

كَأَنَّهُم عِندَ ذاكُم لَيسَ بَينَهُمُ

وَبَينَ مَن حارَبوا قُربى وَلا نَسَبُ

كانوا مَوالِيَ حَقٍّ يَطلُبونَ بِهِ

فَأَدرَكوهُ وَما مَلّوا وَلا لَغِبوا

إِن تَكُ لِلحَقِّ أَسبابٌ يُمَدُّ بِها

فَفي أَكُفِّهِمِ الأَرسانُ وَالسَبَبُ

هُمُ سَعَوا بِاِبنِ عَفّانَ الإِمامِ وَهُم

بَعدَ الشِماسِ مَرَوها ثُمَّتَ اِحتَلَبوا

حَرباً أَصابَ بَني العَوّامِ خانِبُها

بُعداً لِمَن أَكَلَتهُ النارُ وَالحَطَبُ

حَتّى تَناهَت إِلى مِصرٍ جَماجِمُهُم

تَعدو بِها البُردُ مَنصوباً بِها الخَشَبُ

إِذا أَتَيتَ أَبا مَروانَ تَسأَلُهُ

وَجَدتَهُ حاضِراهُ الجودُ وَالحَسَبُ

تَرى إِلَيهِ رِفاقَ الناسِ سابِلَةً

مِن كُلِّ أَوبٍ عَلى أَبوابِهِ عُصَبُ

يَحتَضِرونَ سِجالاً مِن فَواضِلِهِ

وَالخَيرُ مُحتَضَرُ الأَبوابِ مُنتَهَبُ

وَالمُطعِمُ الكومَ لا يَنفَكُّ يَعقِرُها

إِذا تَلاقى رِواقُ البَيتِ وَاللَهَبُ

كَأَنَّ حيرانَها في كُلِّ مَنزِلَةٍ

قَتلى مُجَرَّدَةُ الأَوصالِ تُستَلَبُ

لا يَبلُغُ الناسُ أَقصى وادِيَيهِ وَلا

يُعطي جَوادٌ كَما يُعطي وَلا يَهَبُ

الأخطل

الأخطل التغلبي ويكنى أبو مالك ولد عام 19 هـ، الموافق عام 640م، وهو شاعر عربي وينتمي إلى قبيلة تغلب العربية ، وكان نصرانيا، شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024