Skip to main content
search

ما زالَ فينا رِباطُ الخَيلِ مُعلِمَةً

وَفي كُلَيبٍ رِباطُ الذُلِّ وَالعارِ

النازِلينَ بِدارِ الذُلِّ إِن نَزَلوا

وَتَستَبيحُ كُلَيبٌ مَحرَمَ الجارِ

وَالظاعِنينَ عَلى أَهواءِ نِسوَتِهِم

وَما لَهُم مِن قَديمٍ غَيرُ أَعيارِ

بِمُعرِضٍ أَو مُعيدٍ أَو بَني الخَطَفى

تَرجو جَريرُ مُساماتي وَأَخطاري

قَومٌ إِذا اِستَنبَحَ الأَضيافُ كَلبَهُمُ

قالوا لِأُمِّهِمِ بولي عَلى النارِ

لا يَثأَرونَ بِقَتلاهُم إِذا قُتِلوا

وَلا يَكُرّونَ يَوماً عِندَ إِجحارِ

وَلا يَزالونَ شَتّى في بُيوتِهِمِ

يَسعَونَ مِن بَينِ مَلهوفٍ وَفَرّارِ

فَاِقعُد جَريرُ فَقَد لاقَيتَ مُطَّلِعاً

صَعباً وَلاقاكَ بَحرٌ مُفعَمٌ جاري

هَلّا كَفَيتُم مَعَدّاً يَومَ مُضلِعَةٍ

كَما كَفَينا مَعَدّاً يَومَ ذي قارِ

جاءَت كَتائِبُ كِسرى وَهيَ مُغضَبَةٌ

فَاِستَأصَلوها وَأَردَوا كُلَّ جَبّارِ

هَلّا مَنَعتَ شُرَحبيلاً وَقَد حَدِبَت

لَهُ تَميمٌ بِجَمعٍ غَيرِ أَخيارِ

يَومَ الكُلابِ وَقَد سيقَت نِسائُهُمُ

سَوقَ الجَلائِبِ مِن عونٍ وَأَبكارِ

مُستَردَفاتٍ أَفاءَتها الرِماحُ لَنا

تَدعو رِياحاً وَتَدعو رَهطَ مَرّارِ

أَهوى أَبو حَنَشٍ طَعناً فَأَشعَرَهُ

نَجلاءَ فَوهاءَ تُعيِي كُلَّ مِسبارِ

وَالوَردُ يَردي بِعُصمٍ في شَريدِهِمِ

كَأَنَّهُ لاحِبٌ يَسعى بِمِئجارِ

يَدعو فَوارِسَ لا مَيلاً وَلا عُزُلاً

مِنَ اللَهازِمِ شيباً غَيرَ أَغمارِ

المانِعينَ غَداةَ الرَوعِ ما كَرِهوا

إِذا تَلَبَّسَ وُرّادٌ بِصُدّارِ

وَالمُطعِمينَ إِذا هَبَّت شَآمِيَةً

تُزجي الجَهامَ سَديفَ المُربِعِ الواري

إِذ كانَ مَنزِلُكَ المَرَّوتَ مُنجَحِراً

يا اِبنَ المَراغَةِ يا حُبلى بِمُختارِ

جاءَت بِهِ مُعجَلاً عَن غِبِّ سابِعَةٍ

مِن ذي لَهالِهَ جَهمِ الوَجهِ كَالقارِ

أُمُّ لَئيمَةُ نَجلِ الفَحلِ مُقرِفَةٌ

أَدَّت لِفَحلٍ لَئيمِ النَجلِ شَخّارِ

الأخطل

الأخطل التغلبي ويكنى أبو مالك ولد عام 19 هـ، الموافق عام 640م، وهو شاعر عربي وينتمي إلى قبيلة تغلب العربية ، وكان نصرانيا، شاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. وهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024