ينام الطريد بعدها نومة الضحى

ديوان الفرزدق

يَنامُ الطَريدُ بَعدَها نَومَةَ الضُحى

وَيَرضى بِها ذو الإِحنَةِ المُتَجَرِّمِ

فَقامَ عَنِ القَبرِ الَّذي كانَ عائِذاً

بِهِ إِذ أَطافَت عيطُها حَولَ مُسلَمِ

وَلَو كانَ زَبّانُ العُلَيمِيُّ جارَها

وَآلُ أَبي العاصي غَدَت لَم تُقَسَّمِ

وَفيمَ اِبنُ بَحرٍ مِن قِلاصِ أَشَذَّها

بِسَيفَينِ أَغشى رَأسَهُ لَم يُعَمَّمِ

وَلَم أَرَ مَدعُوَّينِ أَسرَعَ جابَةً

وَأَكفى لِراعٍ مِن عُبَيدٍ وَأَسلَمِ

أَهيبا بِها يا اِبنَي جُبَيرٍ فَإِنَّها

جَلَت عَنكُما أَعناقُها لَونَ عِظلِمِ

دَفَعتُ إِلى أَيديهِما فَتَقَبَّلا

عَصا مِئَةٍ مِثلَ الفَسيلِ المُكَمَّمِ

فَراحا بِجُرجورٍ كَأَنَّ إِفالَها

فَسيلٌ دَماً قِنوانُهُ مِن مُحَلِّمِ

أَلا يا اِخبِروني أَيُّها الناسُ إِنَّما

سَأَلتُ وَمَن يَسأَل عَنِ العِلمِ يَعلَمِ

سُؤالَ اِمرِئٍ لَم يُغفِلِ العِلمَ صَدرُهُ

وَما العالِمُ الواعي الأَحاديثَ كَالعَمي

أَلا هَل عَلِمتُم مَيِّتاً قَبلَ غالِبٍ

قَرى مِئَةً ضَيفاً وَلَم يَتَكَلَّمِ

أَبي صاحِبُ القَبرِ الَّذي مَن يَعُذ بِهِ

يُجِرهُ مِنَ الغُرمِ الَّذي جَرَّ وَالدَمِ

وَقَد عَلِمَ الساعي إِلى قَبرِ غالِبٍ

مِنَ السَيفِ يَسعى أَنَّهُ غَيرُ مُسلَمِ

وَإِذ نَحَّبَت كَلبٌ عَلى الناسِ أَيُّهُم

أَحَقُّ بِتاجِ الماجِدِ المُتَكَرِّمِ

عَلى نَفَرٍ هُم مِن نِزارٍ ذُؤابَةٌ

وَأَهلُ الجَراثيمِ الَّتي لَم تُهَدَّمِ

عَلى أَيِّهِم أَعطى وَلَم يَدرِ مَن هُمُ

أَحَلَّ لَهُم تَعقيلَ أَلفٍ مُصَتَّمِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الفرزدق، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات