Skip to main content
search

أَبَت عَيناكَ بِالحَسَنِ الرُقادا

وَأَنكَرتَ الأَصادِقَ وَالبِلادا

لَعَمرُكَ إِنَّ نَفعَ سُعادَ عَنّي

لَمَصروفٌ وَنَفعي عَن سُعادا

فَلادِيَةً سُقيتِ وَدَيتِ أَهلي

وَلا قَوَداً بِقَتلي مُستَفادا

أَلِمّا صاحِبَيَّ نَزُر سُعادا

لِقُربِ مَزارِها وَذَرا البِعادا

فَتوشِكُ أَن تَشُطَّ بِنا قَذوفٌ

تُكِلُّ نِياطُها القُلُصَ الجِيادا

إِلَيكَ شَماتَةَ الأَعداءِ أَشكو

وَهَجراً كانَ أَوَّلُهُ بِعادا

فَكَيفَ إِذا نَأَت وَنَأَيتُ عَنها

أُعَزّي النَفسَ أَو أَزَعُ الفُؤادا

أُتيحَ لَكَ الظَعائِنُ مِن مُرادٍ

وَما خَطبٌ أَتاحَ لَنا مُرادا

إِلَيكَ رَحَلتُ يا عُمرَ بنَ لَيلى

عَلى ثِقَةٍ أَزورُكَ وَاِعتِمادا

تَعَوَّد صالِحَ الأَعمالِ إِنّي

رَأَيتُ المَرءَ يَلزَمُ ما اِستَعادا

أَقولُ إِذا أَتَينَ عَلى قَرَورى

وَآلُ البيدِ يَطَّرِدُ اِطِّرادا

عَلَيكُم ذا النَدى عُمَرَ بنَ لَيلى

جَواداً سابِقاً وَرِثَ الجِيادا

إِلى الفاروقِ يَنتَسِبُ اِبنُ لَيلى

وَمَروانَ الَّذي رَفَعَ العِمادا

تَزَوَّد مِثلَ زادِ أَبيكَ فينا

فَنِعمَ الزادُ زادُ أَبيكَ زادا

فَما كَعبُ بنُ مامَةَ وَاِبنُ سُعدى

بِأَجوَدَ مِنكَ يا عُمَرَ الجَوادا

هَنيءً لِلمَدينَة إِذ أَهَلَّت

بِأَهلِ المُلكِ أَبدَأُ ثُمَّ عادا

يَعودُ الحِلمُ مِنكَ عَلى قُرَيشٍ

وَتَفرِجُ عَنهُمُ الكُرَبَ الشِدادا

وَقَد لَيَّنتَ وَحشَهُمُ بِرِفقٍ

وَتُعيّ الناسَ وَحشُكَ أَن تُصادا

وَتَبني المَجدَ يا عُمَرَ بنَ لَيلى

وَتَكفي المُمحِلَ السَنَةَ الجَمادا

وَتَدعو اللَهَ مُجتَهِداً لِيَرضى

وَتَذكُرُ في رَعِيَّتِكَ المَعادا

وَنِعمَ أَخو الحُروبِ إِذا تَرَدّى

عَلى الزَغفِ المُضاعَفَةِ النِجادا

وَأَنتَ اِبنُ الخَضارِمَ مِن قُرَيشٍ

هُمُ نَصَروا النُبُوَّةَ وَالجِهادا

وَقادوا المُؤمِنينَ وَلَم تُعَوَّد

غَداةَ الرَوعِ خَيلُهُمُ القِيادا

إِذا فاضَلتَ مَدَّكَ مِن قُرَيشٍ

بُحورٌ غَمَّ زاخِرُها الثِمادا

وَإِن تَندُب خُؤولَةَ آلِ سَعدٍ

تُلاقي الغُرَّ في السَلَفِ الجِعادا

لَهُم يَومَ الكُلابِ وَيَومَ قَيسٍ

هَراقَ عَلى مُسَلَّحَةَ المَزادا

جرير

جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي. من أشهر شعراء العرب في فن الهجاء وكان بارعًا في المدح أيضًا. كان جرير أشعر أهل عصره، ولد ومات في نجد، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل. كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024