يا شمعة هي في كل الفوانيس

ديوان عبد الغني النابلسي

يا شمعة هي في كل الفوانيسِ

يخالف العقل هذا في التقايسِ

وهو المحقق عند العارفين به

كشف بكشف وتلبيس بتلبيس

لم يبق مني به شيء سواه ولم

يظهر كما هو لي في وصف تقديس

فزلت عني وزال الكون أجمعه

عندي كما وحشتي زالت وتأنيسي

وكان هذا بسر لاح لي زمناً

هو الوجود وتفريعي وتأسيسي

من كل شيء تبدى لي فحققه

قلبي فزال بتحقيقي وتطميسي

فصرت لا هو عن ذوق ولست أنا

وطهر الغيب بالأغيار تدنيسي

وقد بدا سر ذاك السر يخبرني

عن آدم العلم بالأسما وإبليس

فيا حقيقة كوني أنت شمس ضحى

عليك غيمة تنويعي وتجنيسي

أو كالسواد الذي في العين يظهر من

قرص الأشعة في تحديق تحييس

كالعنكبوت بنت نفس لها خيماً

حتى بها وهنت من طول تعنيس

كيس تقدر من شتى الشئون له

والسر أجمعه في ذلك الكيس

طرقت دير الهوىدارت دوائره

على الرهابين فيه والقساقيس

نفوس أغيار عين في برانسها

مزخرفات كأذناب الطواويس

حتى نظرت بعين العين فانكشفت

موتَى الشماميس منها في النواميس

وأكبر الحق في واهي أباطله

وقد تعالى على كل الوساويس

وكل ما كان عند العقل أدرسه

درسته وتلاشى أمر تدريسي

وأصبح الواحد المعروف مشتهراً

عندي ولا عند لي من فرط تفليسي

ولم يكن غيره الثاني له ونفى

تثليث ظني وتربيعي وتخميسي

بالله قف أيها الساري بنا وبه

يبدي مراتب إدلاج وتعريس

واعطف على العيس لا تجذب أعنتها

إلا إليك وجد واعطف على العيس

تبارك الله لي وجه الحبيب بدا

وقد تبسم لي من بعد تعبيس

عرشي أتى من سباغيٍّ لقدس هدى

ومع سليمانه إسلام بلقيس

وعاد ما كان مني بالغداة مضى

وأذّن الظهر بي في وقت تغليس

وللبداية قد عادت نهايتنا

وأخلصت عندنا كل الجواسيس

والكل أصبح نوراً بعد ظلمته

وقد تطهّر منه كل تنجيس

وقد رأى الكل في تغيير فطرتهم

مذاهباً أدركوها بالمقاييس

وعين ما أنا مفطور عليه وهم

مثلي هو الحق عندي دون تنفيس

فاكشف ولا تخترع ما أنت فيه تفز

بدين طه وداود وجرجيس

وقل وما أنا ممن بالتكلف قد

أتى إليكم خلافا للمناحيس

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات