يا سابحا يصهل في غرة

ديوان أبو العلاء المعري

يا سابِحاً يَصهَلُ في غِرَّةٍ

أَينَ وَجيهُ الخَيلِ وَالذائِدُ

آدى لَهُ في الدَهرِ ما يَبتَغي

ثُمَّ أَتاهُ قَدَرٌ آثِدُ

هَل يَأمَنَ الحوتُ مِنَ الشُهُبِ أَن

يَأخُذَهُ في الكِفَّةِ الصائِدُ

أَو حِمَلٌ نُزِّهَ في الجَوِّ أَن

يَغتالَهُ بِالمَديَّةِ الكائِدُ

إِن كانَ لِلمَرّيخِ عَقلٌ فَما

يَستُرُ عَنهُ أَنَّهُ بائِدُ

يوصي الفَتى بِالأَمرِ مِن بَعدِهِ

كَأَنَّهُ مِن بَينِهِ عائِدُ

يَكذِبُني الرائِدُ في زَعمِهِ

وَمُهلَكٌ إِن كَذَبَ الرائِدُ

وَالخَيرُ لا يُكَفَّرُ فَلِيُحسِنِ المُس

لِمُ وَالصابِئُ وَالهائِدُ

فَوائِدُ الأَيّامِ مَحبوبَةٌ

وَفاقِدٌ لَذَّتَها الفائِدُ

فَزَجِّ دُنياكَ فَما يَخلِدُ ال

ناقِصُ في العَيشِ وَلا الزائِدُ

وَإِنَّ مِنهاجَ الرَدى يَستَوي

فيهِ مَسوَدُ القَومِ وَالسائِدُ

وَإِنَّما يَلقى شُجاعُ الوَغى

كَما يُلاقي النافِرُ الحائِدُ

تُقصَفُ بِالقُدرَةِ رَضوى كَما

يُقصَفُ هَذا الغُصنُ المائِدُ

وَلَو دَرى الموؤودُ ما عِندَنا

مِن نَبَإٍ ما عُتِبَ الوائِدُ

قَد شُيِّدَ القَصرُ لِسُكّانِهِ

وَغَيرُ مَن يَسكُنُهُ الشائِدُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات