Skip to main content
search

وافى كتابُكَ مفتوحاً فبشّرنِي

بِفتحِ سبُلِ الّلقاءِ الزَّجرُ والفَالُ

فقلتُ أحبِبْ بِهَا بُشرى إليَّ وإِن

تَعَرّضَتْ دونَ ما نَرْجُوهُ أهوالُ

ثمّ اعتَرَتْنِيَ أشواقٌ تُجَهِّلُنِي

كيفَ اطمأنَّتْ بِقَلْبي بعدَك الحالُ

وكيفَ يَبقَى وما يَنفَكُّ ذَا وَجَلٍ

خوفاً عليكَ وفي الأوجالِ آجالُ

يا خيرَ مَن عَلِقَت كَفّي مودّتَه

وصُدَّقَتْ لِيَ في عَلْياهُ آمالُ

ماذا أقُولُ وقلبي قد تخلَّفَ عني

جِسْمِي وزُمّتْ لوشْكِ البين أجمالُ

وكم فُجِعتُ بروْعاتِ الفِراقِ ولا

كَهذه لم يُرْعِني قطُّ تَرحالُ

وقبلَ وشْكِ النّوَى قد كنتُ أحذَرُهَا

كأنَّ ذاكَ التّوقِّي قبلَها فَالُ

فإن تمادَتْ بِنا أيّامُ فُرقَتِنَا

وكلُّ ساعاتِ بُعدي عنك آجالُ

فاحفَظ فؤاداً مقيماً في ذُرَاك ولا

تُسْلِمْهُ للشَّوقِ إنَّ الشّوقَ قتَّالُ

أيْن سَمعِي عمّا يقولُ العذولُ

أنا بالهَجرِ والنّوى مَشغولُ

وسبيلُ السُّلوِّ بادٍ لِعَينيْ

يَ ولكنْ مالِي إليه سَبيلُ

مَا قَليلُ الغرامِ يا مستريحَ ال

قَلبِ ممَّا يلقَى المحبُّ قَليلُ

بِالهَوى هَامَ في الفَلاَ قيسُ ليلَى

وبه ماتَ عُروةٌ وجَميلُ

فَاعفِ من لَومكَ المحبَّ كفاهُ

مِن جَواهُ تَسهيدُهُ والنُّحولُ

لا تَظنَّنَ وجدَ مَن فارقَ الأظ

عانَ يحتَثُّهُنَّ حادٍ عَجولُ

تقطَعُ البيدَ حاملاتٍ شُموساً

ما لَها في سِوَى الخُدورِ أُفولُ

كلُّ شمسٍ تُنيرُ فَوق قَضيبٍ

يَتهادَى به كثيبٌ مَهيلُ

لاَ ولاَ وجْدَ نازِحٍ فارَق الأو

طانَ يَهتاجُه الضُّحَى والأصيلُ

كلّما لامَهُ العذولُ مَرَى دمْ

عاً تُبَاِريه زَفرةٌ وعَويلُ

مثلَ وجْدِي لِفُرقةِ الملِكِ الصا

لِحِ وهْو المرجُوُّ والمأمولُ

يا أميرَ الجيوشِ يا أعدلَ الحُك

كَامِ في فِعلِه وفيما يَقولُ

أنتَ تَقضِي بالحَقّ لستَ وإن زا

لَتْ جِبَالُ الأرضِينَ عنه تَزولُ

فَبِماذَا قضيتَ يا سيّدَ الحك

كَامِ طُرًّا عليَّ أنّي مَلُولُ

مَن يَملُّ الحياةَ أمْ مَنْ عَليهِ

مِن تَوالي أنفاسهِ تَثْقيلُ

لا تَرُعْني بالعَتْبِ فهو على قَطْ

عِ رسُومِ التّشريفِ عَنّي دليلُ

لي رسومٌ منها مواصلَةُ الكُتْ

بِ وأنتَ البَرُّ الكريمُ الوَصولُ

وسِواهَا أغْنَيْتَنِي عنه بالإنْ

عامِ حتّى لم يبقَ لي تَأميلُ

فَأَعذْنِي من قَطعِها فهي لي فخ

رٌ به أُدركُ العُلا وأطُولُ

فبِوُدّي لو اُطَّلعتَ على قلْ

بي فيبدُو لك الوَلاءُ الدخيلُ

وتَرى أنَّ ما زَرعتَ من الإنْ

عامِ لم يُحصِ رَيعَه التجميلُ

أسامة بن منقذ

أسامة بن منقذ (1095 - 1188م)، الملقب بـ مؤيد الدولة، وكذلك عز الدين أسامة، يُكّنى أبو المظفر، هو فارس ومؤرخ وشاعر، وأحد قادة صلاح الدين الأيوبي. قام ببناء قلعة عجلون على جبل عوف في عام 580هـ / 1184م بأمر من صلاح الدين الأيوبي. ولد في شيزر لبنو منقذ (أمراء شيزر). ألف آخر حياته العديد من المصنفات.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024