نحن قوم متنا به وفنينا

ديوان عبد الغني النابلسي

نحن قوم متنا به وفنينا

بتجلي وجوده الحق فينا

وحُشرنا إليه عمن سواه

ودخلنا جنانه خالدينا

قمر لا نضام فيه اجتلاء

بينته ذواتنا تبيينا

وإذا أظلم الكيان عليه

أطلعته الغيوب حيناً فحينا

يا أخلاي هذه نفحات

من رياض بها إليه أتينا

فلتشمّوا الأقاح والورد منها

والخزامى والآس والياسمينا

حضرات بها الوجود تجلَّى

زيَّنَتْه لمن يرى تزيينا

قد حمدنا السرى بهن إليها

حيث منها جئنا المقام الأمينا

وهي أم الكتاب سبع المثاني

نزلت مرتين عقلاً ودينا

فرقينا صفاتها درجات

وشربنا تسنيمها الصِرفَ عينا

وتلونا آياتها وقرأنا

هنَّ حاميم والكتابَ المبينا

وبدت عندنا معاني معانٍ

لمعان بذاتها تبتدينا

علمنا والكتاب والوصف منها

وهي ذات وراء ذا لن تبينا

كيف في الكل لن تبين وبانت

وهي نور لما يزل مستبينا

واعتباراتها الثلاث ظلام

زائل عندها عياناً يقينا

ثلّثوها حقيقةً لا اعتباراً

ثم ضلّوا ونحن فيها هدينا

فاعرف الكل هكذا وتحقيق

تعرف الحق والكفور اللعينا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات