ما بالها ناوية شقة

ديوان أبو العلاء المعري

ما بالُها ناوِيَةً شُقَّةً

تودي بِشَخصِ الناقَةِ الناوِيَه

لَم تَأوِ لِلعيسِ وَلا بُّدَّ مِن

قَبرٍ إِلَيهِ أَوَت الآوِيَه

وَتَقدَمُ الأَرضَ نُفوسٌ أَتَت

مَخلوقَةً مِن أَنفُسٍ تاوِيَه

وَالدَهرُ كَالحَيّوتِ في

إِهلاكِهِ ما حَوَتِ الحاوِيَه

إِن تَعمَرِ الدُنيا فَلا بُدَّ مِن

يَومِ رَدىً يَترُكُها خاوِيَه

فَاِهرُب مِنَ الإِنسِ إِلى الوَحشِ كَي

تَسكُنَ في الدَوِيَّةِ الداوِيَه

إِن يَسمَعوا شَرّاً تَوافَوا لَهُ

حِفظاً وَمِثلُ الشاعِرِ الراوِيَه

ما أَنفَعَ السَيفَ لِمَن شامَهُ

أَخضَرَ ما رَوَّضَتهُ ذاوِيَه

ذُبابُهُ إِن يَشدُ يَحدُث لَهُ

جِدٌّ يُوازي لَعِبَ الغاوِيَه

يَقتَسِرُ الدُنيا لِأَخلافِهِ

مُحتَلِباً أَخلافَها الصاوِيَه

أَلوى نَباتُ الأَرضِ وَهوَ الَّذي

لَم يُلوِ بَل أَلوَت بِهِ اللاوِيَه

هاوِيَةٌ نَفسُكَ ما ساءَها

فَلتَخشَ أَن تُلقى إِلى الهاوِيَه

مَنِ اِتَّقى اللَهَ فَأُسدُ الشَرى

لَدَيهِ مِثلُ الأَكلُبِ العاوِيَه

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات