Skip to main content
search

لَحى اللَهُ حَمّادَ بنَ نِهيا فَإِنَّهُ

ذَميمٌ إِذا ما قامَ عِلجٌ إِذا قَعَد

مِنَ المُدمِنينَ الطَعنَ قُبلاً وَمُدبَراً

مُسامَحَةً مِن غَيرِ مَنٍّ وَلا حَسَد

يَقولُ إِذا راحَ الأَوانِسُ حُيَّضاً

فَدَيتُ خَليلاً لا يَحيضُ وَلا يَلِد

وَما في سُهَيلٍ طائِلٌ غَيرَ أَنَّهُ

إِذا نيكَ أَعطى غَيرَ كِزٍّ وَلا جَحِد

وَيَقطَعُ وُدّي مِن سُهَيلِ بنِ سالِمٍ

كَبِرتُ وَلا يَرجو طِعاني إِذا اِنفَرَد

وَقَد كُنتُ أَحياناً أُمَنّيهِ بِالمُنى

فَيَحفى بِحاجاتي وَيُنجِزُ ما وَعَد

فَلَمّا غَدا في المُلكِ ضاقَت بِهِ اِستُهُ

وَآلى يَميناً لا يَجودُ عَلى أَحَد

أَهانَ سُهَيلٌ حاجَتي فَأَهَنتُهُ

كَذَلِكَ مَن يُطلَب بِأَسلافِهِ يَجِد

إِذا ذُكِرَ النابي تَلَمَّطَتِ اِستُهُ

وَبَرَّقَ عَينَيهِ لِوِردٍ مَتى يَرِد

رَأى مُنعِظاً يَوماً وَقَد طالَ عَهدُهُ

مِنِ اِستِهِ الماءُ كَالزَبَد

بَكى الخَزُّ لَمّا مَسَّ جِلدَ اِبنِ سالِمٍ

وَأَعوَلَ عودُ الخَيزَرانَةِ وَالأُسُد

وَما المِنبَرُ السوسِيُّ بِاِستِ اِبنِ سالِمٍ

بِراضٍ وَلَكِنَّ المَنايا لَها عُدَد

أَبانَ ثَلاثاً يَومَ أَوفى بِرَأسِهِ

فَقولا لَهُ أَسوَيتَ يا سَوأَةَ الَبَلَد

كَأَنَّ أَميراً قَد سَطا بِاِبنِ سالِمٍ

فَقولا لِمَصّانِ اِمسَح اِستَكَ وَاِنجَرِد

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024