لئن بحت بالشكوى إليك محبة

ديوان بهاء الدين زهير

لَئِن بُحتُ بِالشَكوى إِلَيكَ مَحَبَّةً

فَلَستُ لِمَخلوقٍ سِواكَ أَبوحُ

وَإِنَّ سُكوتي إِن عَرَتني ضَرُورَةٌ

وَكِتمانَها مِمَّن أُحِبُّ قَبيحُ

وَما لِيَ أُخفي عَن حَبيبي ضَرورَتي

وَما هُوَ إِلاّ مُشفِقٌ وَنَصيحُ

بِروحِيَ مَن أَشكو إِلَيهِ وَأَنثَني

وَقَد صارَ لي مِن لُطفِهِ لِيَ روحُ

وَلَو لَم يَكُن إِلاّ الحَديثُ فَإِنَّهُ

يُخَفِّفُ أَشجانَ الفَتى وَيُريحُ

وَكَم رُمتُ أَنّي لا أَقولُ فَخِفتُ أَن

يَقولَ لِسانُ الحالِ وَهوَ فَصيحُ

وَكِدتُ بِكِتماني أَصيرُ مُفرِّطاً

فَأَبكي عَلى ما فاتَني وَأَنوحُ

وَأَندَمُ بَعدَ الفَوتِ أَوفى نَدامَةٍ

وَأَغدو كَما لا أَشتَهي وَأَروحُ

تَكَهَّنتُ في الأَمرِ الَّذي قَد لَقيتُهُ

وَلي خَطَراتٌ كُلُّهُنَّ فُتوحُ

فَراسَةُ عَبدٍ مُؤمِنٍ لا كَهانَةٌ

وَمَن هُوَ شِقٌّ عِندَها وَسَطيحُ

فَما حَرَّفَت مِن ذاكَ حَرفاً كَهانَتي

فَلِلَّهِ ظَنّي إِنَّهُ لَصَحيحُ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان بهاء الدين زهير، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات