قلبي الذي في ذاتكم يتقلب

ديوان عبد الغني النابلسي

قلبي الذي في ذاتكم يتقلبُ

وعلى مقام الهاشمي مهذبُ

فلأجلِ ذا من كلِّ معنىً أطربُ

ما في المناهل منهل مستعذبُ

الأولى فيه الألذ الأطيبُ

تأتي لسري آية منصوصة

فتُراشُ أجنحة بها مقصوصة

ما في الجمال ذؤابة معقوصة

أو في الوصال مكانة مخصوصة

إلا ومنزلتي أعز وأقرب

بكر العلا منكم تزف لكفوها

ما بين رحمتها نشأت وعفوها

وأنا بطاعتها سموت وقفوها

وهبت لي الأيام رونق صفوها

فحلت مناهلها وطاب المشرب

كم طلعة لي في الملاح وسيمة

توليك من نعم لدى جسيمة

وبدرة بيضا علقت يتيمة

وغدوت مخطوبا لكل كريمة

لا يهتدي فيها اللبيب فيخطب

حالي به شوق الورى ورسيسهم

من ناله منهم فذاك رئيسهم

والسر مني للعباد أنيسهم

انا من رجال لا يخاف جليسهم

ريب الزمان ولا يرى ما يرهب

حقت لطه المصطفى لي نسبة

ولوارثيه من البرية صحبة

فهم الرجال ولي إليهم قربة

قوم لهم في كل مجد رتبة

علوية وبكل جيش موكب

أشتم هبات الغيوب وفوحها

وأرى غناء النفس ساوى نوحها

متحقق قلم الهبات ولوحها

أنا بلبل الأفراح أملأ دوحها

طرباً وفي العلياء بازٌ أشهب

كل الحقائق من مدام حقيقتي

حقت ومرجعها لأصل طريقتي

وأنا الذي لما حفظت شريعتي

أضحت جيوش الحب تحت مشيئتي

طوعاً ومهما رمته لا يعزب

جانبت ما أهوى وطبت طوية

فنزلت منزلة هناك علية

وصفوت من كل الجوانب نية

أصبحت لا أملاً ولا أمنيةً

أرجو ولا موعودة أترقب

عن همتي العلياء قد ضاق الفضا

لما غدوت لوصلكم متعرضا

يا سادة فيهم على طبق القضا

ما زلت أرتع في ميادين الرضا

حتى وهبت مكانة لا توهب

أسمو بأسرار لكم مكتومة

ما بين أستار لنا معلومة

كم في الورى من حالة مرسومة

أضحى الزمان كحلة مرقومة

تزهو ونحن لها الطراز المذهب

نحن الذين يعز فيكم جنسنا

ويطيب في أرض الحقيقة غرسنا

لا تعرضوا عنا فهذا أنسنا

أفلت شموس الأولين وشمسنا

أبدا على فلك العلا لا تغرب

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات