قدوم به ربع الأحبة مشرق

ديوان ابن مليك الحموي

قدوم به ربع الأحبة مشرق

وعود به غصن المسرة مورق

وروض التهاني قد تضوع نشره

ولولا شذا رياك ما كان يعبق

ووافى بشير القرب بالسعد مقبلا

وداعي الهنا قد عاد وهو يخلق

وأضحت دمشق الشام بالحسن جنة

على ساكنيها من جمالك رونق

وما برحت في جبهة الدهر غرة

تضىء لياليها الحسان وتشرق

تسائل عنكم كلما هبت الصبا

ومن عرفهها اخباركم تتنشق

وسرت لمصر بالوفاء فأصبحت

برورا بايام الوفا تتحلق

وما كنت الا الغيث جئت على ظما

فسر برياه غني ومملق

وأمطرتنا من سيل سيبك نائلا

فكدنا نقول الشهب بالغيث تدفق

واني لاخشى ان جودك ان همى

يزيد على الانواء سحا فاغرق

اعيذ اياديك التي تثمر الندى

وما هي الا الروض تزهو وتورق

واقسم ان الجود فيك سجية

على مثلها اوصافك الغر تصدق

وما زلت ترقى في سما المجد والعلا

مجدا إلى ان نلت ما ليس بلحق

اذا ما إلى الجود الجياد تسابقت

فعزمك للعلياء والجود اسبق

ولا بدع ان تهوى مكارمك الورى

فان سجاياك الكريمة تعشق

فيا ايها الميمون طالعه ومن

بطلعته الغراء تشرق جلق

أجرني مما بي تجدد انني

خليع وثوب الصبر مني ممزق

وها انا قد وافيت بابك قاصدا

وبابك من وافاه فهو موفق

وليس سواك اليوم اسعى لبابه

ولم تك آمالي بغيرك تعلق

وليس لساني وحده لك خادما

ولكن جميعي فيك بالمدح ينطق

وشعري قبل اليوم قد كان كاسدا

فصار بمدحي فيك يعلو وينفق

وكيف اخاف الفقر يا واحد الندى

ولي منك عهد بالعطايا وموثق

فخذها قصيدا رق فيك نسيبها

جرير اخو ابياتها والفرزدق

منظمة درا من المدح خالصاً

علينا به يوم الندى تتصدق

فلا زلت بر بالعفاف ولم تزل

اياديك بحرا بالعطا يتدفق

ولا برحت عين السعادة والرضا

لنحوك ترنو كل وقت وترمق

ودامت اياديك التي لي طوفت

مدى الدهر ما غنى وصاح المطوق

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن مليك الحموي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

السّعادةُ والشّقاءُ

يختلفُ مفهومُ السّعادةِ والشّقاءِ باختلافِ المجالِ الفكريِّ والآراءِ والتَّوجُّهاتِ، فنجدُ مفاهيمَ عديدةً تختلفُ بينَ اللُّغةِ والفلسفةِ وعلمِ النَّفسِ والاجتماعِ والدّينِ وغيرِها من مجالاتِ الفكرِ والمعرفةِ…

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات