Skip to main content
search

حنت إلى مرأى علاكم جلّق

وغدت إلى معناكم تتشوق

وتشوقت للقاكم شوقا وعن

اخباركم عرف الصبا تتنشق

وبكم منازلها استنارت بهجة

وغدت بأيام الوفا تتخلق

وتهللت فرحا اهلة افقها

وبدورها بالبشر اضحت تشرق

ورياضها المسكية النفحات قد

حلقت بغير شذاكم لا تعبق

والريح شبب حين غنى طيرها

واكف اوراق الغصون تصفق

والورق من فرط السرور اكفها

خضبت واضحت بالهنا تتطوق

وعلى منابر ايكها اطيارها

سجعت وبالافراح كادت تنطق

وحلت جداولها وزاد صفاؤها

والماء اضحى سائلا يترقرق

واليكم قد جمجمت شقراؤها

ويكاد من فرح يطير الايلق

والارض توجها الحيا وربوعها

بالتاج قد اضحى عليها رونق

مولى اذا استمطرت سحب نواله

تلقاه يحرا بالوفا يتدفق

ويريك وجها بالسنا متهللا

عند العطاء كأنك المتصدق

ان قلت ليث فهو اعظم سطوة

او قلت غيث فهو منه اغدق

واذا تبدى فهو غصنٌ مثمر

واذا تهلل فهو بدر مشرق

تهوى مكارمه الورى وتهيم من

شغف بها ان المكارم تعشق

لا عيب فيه غير ان نواله

منه اكاد اذا تزايد اغرق

قسماً بيمناه الكريمة انها

ازكى يمين في الانام وأصدق

ان السخا والمكرمات سجية

خلقت به لا مثل من ينخلق

سعيا لهاتيك الايادي انها

كالروض تثمر بالنوال وتورق

فهو الجواد المحرز السبق الذي

بالمجد نال مكارما لا تلحق

واذا تسابقت الجياد إلى العلا

فهو الذي منهم اليها اسبق

والسعد اضحى طائعا عبداً له

يا عبده فكذاك انت موفق

مولاي تاج الدين يا من قد سما

وعليه اعلام السعادة تخفق

خذها عروسا قد اتت من خدرها

تجلى وفي ثوب المحاسن تشرق

منك الصداق تروم عند زفافها

فعسى عليها بالوفا تتصدق

وعسى اذا تليت معاني حسنها

تقرى وتحظى بالقبول وترزق

فامدد بدا لي لا عدمت لها ندى

منها العطاء مقسم ومفرق

فاليوم سوق الشعر اصبح كاسدا

لكنني ارجوه عندك ينفق

مع انني في القول ذو سعة وما

يغني المقال اذا وعيشي ضيق

لا زلت ترقى صاعدا درج العلا

ابدا وعين السعد نحوك ترمق

وبقيت بالرأي المسدد رافلاً

في نعمة ابوابها لا تغلق

ما اعربت عن لحنها ورق الحمى

وشدا على عود الاراك مطوق

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024