Skip to main content
search

عَفا ذو حُمامٍ بَعدَنا وَحَفيرُ

وَبِالسِرِّ مَبدىً مِنهُمُ وَحُضورُ

تَكَلَّفتَها لا دانِياً مِنكَ وَصلُها

وَلا صَرمُها شَيءٌ عَلَيكَ يَسيرُ

لَئِن يُسلِمِ اللَهُ المَراسيلَ بِالضُحى

وَمَرُّ القَوافي يَهتَدي وَيَجورُ

تُبَلِّغ بَني نَبهانَ مِنّي قَصائِداً

تَطالَعُ مِن سَلمى وَهُنَّ وُعورُ

وَأَعوَرَ مِن نَبهانَ يَعوي وَدونَهُ

مِنَ اللَيلِ بابا ظُلمَةٍ وَسُتورِ

دَعا وَهوَ حَيٌّ مِثلَ مَيتٍ وَإِن يَمُت

فَهَذا لَهُ بَعدَ المَماتِ نُشورُ

رَفَعتُ لَهُ مَشبوبَةً يُهتَدى بِها

يَكادُ سَناها في السَماءِ يَطيرُ

فَلَمّا اِستَوى جَنباهُ ضاحَكَ نارَنا

عَظيمُ أَفاعي الحالِبَينِ ضَريرُ

أَخو البُؤسِ أَمّا لَحمُهُ عَن عِظامِهِ

فَعارٍ وَأَمّا مُخُّهُنَّ فَريرُ

فَقُلتُ لِعَبدَينا أَديرا رَحاكُما

فَقَد جاءَ زَحّافُ العَشِيِّ جَرورُ

أَبو مَنزِلِ الأَضيافِ يَغشَونَ نارَهُ

وَيَعرِفُ حَقَّ النازِلينَ جَريرُ

إِذا لَم يُدِرّوا عاتِماً عَطَفَت لَهُم

سَريعَةُ إِبشارِ اللِقاحِ دَرورُ

وَجَدنا بَني نَبهانَ أَذنابَ طَيِّئٍ

وَلِلناسِ أَذنابٌ تُرى وَصُدورُ

تَرى شَرَطَ المِعزى مُهورَ نِسائِهِم

وَفي قَزَمِ المِعزى لَهُنَّ مُهورُ

إِذا حَلَّ مِن نَبهانَ أَذنابُ ثَلَّةٍ

بِأَوشالِ سَلمى دِقَّةٌ وَفُجورُ

وَأَعوَرَ مِن نَبهانَ أَمّا نَهارُهُ

فَأَعمى وَأَمّا لَيلُهُ فَبَصيرُ

جرير

جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي. من أشهر شعراء العرب في فن الهجاء وكان بارعًا في المدح أيضًا. كان جرير أشعر أهل عصره، ولد ومات في نجد، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل. كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024