طربت إلى خمر وقصف الدساكر

ديوان أبو نواس

طَرِبتُ إِلى خَمرٍ وَقَصفِ الدَساكِرِ

وَمَنزِلِ دُهقانٍ بِها غَيرِ دائِرِ

بِفِتيانِ صِدقٍ مِن سَراةِ ابنِ مالِكٍ

وَأَزدِ عُمانٍ ذي العُلى وَالمَفاخِرِ

فَلَمّا حَلَلناها نَزَلنا بِأَشمَطٍ

كَريمِ المُحَيّا ظاهِرِ الشِركِ كافِرِ

لَهُ دينُ قِسّيسٍ وَتَدبيرُ كاتِبٍ

وَإِطراقُ جَبّارٍ وَأَلفاظُ شاعِرِ

فَحَيّا وَبَيّا ثُمَّ قالَ لَنا اربِعوا

نَزَلتُم بِنا رَحباً بِأَيمَنِ طائِرِ

فَقُلنا لَهُ إِنَّ المُدامَ غِذاؤنا

وَإِنّا أُلو عَقلٍ وَأَهلُ بَصائِرِ

فَجاءَ بِها قَد أَنهَكَ الغَموُ جِسمَها

وَأَوجَعَها في الصَيفِ حَرُّ الهَواجِرِ

فَقُلتُ لَها لَمّا أَضاءَ سَناؤُها

عَلى صَحنِ كَأسٍ قَد عَلا الكَفَّ زاهِرِ

أَبيني لَنا يا خَمرُ كَم لَكِ حُجَّةً

فَقالَت لَحاكَ اللَهُ لَستُ بِذاكِرِ

شَهِدتُ ثَموداً حينَ حَلَّ بِها البِلى

وَأَدرَكتُ أَيّاماً لِعَمرِ بنِ عامِرِ

فَقُلنا أَنُسقاها عَلى وَجهِ أَهيَفٍ

لَهُ تيهُ مَعشوقٍ وَشَخرَةُ شاطِرِ

فَما زالَ هَذا دَأبُنا وَغِذاءَنا

ثَلاثينَ يَوماً مَع لَيالٍ غَوابِرِ

تَرى عِندَنا ما يَكرَهُ اللَهُ كُلَّهُ

سِوى الشُركِ بِالرَحمَنِ رَبِّ المَشاعِرِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو نواس، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات