Skip to main content
search

سَقياً لِنِهيِ حَمامَةٍ وَحَفيرِ

بِسِجالِ مُرتَجِزِ الرَبابِ مَطيرِ

سَقياً لِتِلكَ مَنازِلاً هَيَّجنَني

وَكَأَنَّ باقِيَهُنَّ وَحيُ زَبورِ

كَم قَد رَأَيتُ وَلَيسَ شَيءٌ باقِياً

مِن زائِرٍ طَرِفِ الهَوى وَمَزورِ

لا تَفخَرَنَّ وَفي أَديمِ مُجاشِعٍ

حَلَمٌ فَلَيسَ سُيورُهُ بِسُيورِ

أَبُنَيَّ شِعرَةَ لَم نَجِد لِمُجاشِعٍ

حِلماً يُوازِنُ ريشَةَ العُصفورِ

إِنّا لَنَعلَمُ ما غَدا لِمُجاشِعٍ

وَفدٌ وَما مَلَكوا وَثاقَ أَسيرِ

ماذا رَجَوتَ مِنَ العُلالَةِ بَعدَما

نُقِضَت حِبالُكَ وَاِستَمَرَّ مَريري

إِنَّ الفَرَزدَقَ حينَ يَدخُلُ مَسجِداً

رِجسٌ فَلَيسَ طَهورُهُ بِطَهورِ

إِنَّ الفَرَزدَقَ لا يُبالي مَحرَماً

وَدَمَ الهَدِيِّ بِأَذرُعٍ وَنُحورُ

رَهطُ الفَرَزدَقِ مِن نَصارى تَغلِبٍ

أَو يَدَّعي كَذِباً دَعاوَةَ زورِ

حُجّوا الصَليبَ وَقَرِّبوا قُربانَكُم

وَخُذوا نَصيبَكُمُ مِنَ الخِنزيرِ

إِنّي سَأُخبِرُ عَن بَلاءِ مُجاشِعٍ

مَن كانَ بِالنَخَباتِ غَيرَ خَبيرِ

أَخزى بَني وَقبانَ عُقرُ فَتاتِهِم

وَاِغتَرَّ جارُهُمُ بِحَبلِ غُرورُ

قالَ الزُبَيرُ وَأَسلَمَتهُ مُجاشِعٌ

لا خَيرَ في دَنِسِ الثِيابِ غَدورِ

يا شَبَّ قَد ذَكَرَت قُرَيشٌ غَدرَكُم

بَينَ المُحَصَّبِ مِن مِنىً وَثَبيرِ

وَغَدا الفَرَزدَقُ حينَ فارَقَ مِنقَراً

في غَيرِ عافِيَةٍ وَغَيرِ سُرورِ

خَزِيَ الفَرَزدَقُ بَعدَ وَقعَةِ سَبعَةٍ

كَالحِصنِ مِن وَلَدِ الأَشَدِّ ذُكورِ

أَمَّت هُنَيدَةُ خِزيَةً لِمُجاشِعٍ

إِذ أَولَمَت لَهُمُ بِشَرِّ جَزورِ

رَكِبَت رَبابُكُمُ بَعيراً دارِساً

في السوقِ أَفضَحَ راكِبٍ وَبَعيرِ

وَدَعَت غَمامَةُ بِالوُقَيطِ مُجاشِعاً

فَوُجِدتَ يا وَقبانُ غَيرَ غَيورِ

كَذَبَ الفَرَزدَقُ لَن يُجارِيَ عامِراً

يَومَ الرِهانِ بِمُقرِفٍ مَبهورِ

فَاِنهَ الفَرَزدَقَ أَن يَعيبَ فَوارِساً

حَمَلوا أَباهُ عَلى أَزَبَّ نَفورِ

وَلَقَد جَهِلتَ بِشَتمِ قَيسٍ بَعدَما

ذَهَبوا بِريشِ جَناحِكَ المَكسورِ

قَيسٌ وَجَدُّ أَبيكَ في أَكيارِهِ

قُوّادُ كُلِّ كَتيبَةٍ جُمهورِ

لَن تُدرِكوا غَطَفانَ لَو أَجرَيتُمُ

يا اِبنَ القُيونِ وَلا بَني مَنصورِ

فَخَروا عَلَيكَ بِكُلِّ سامٍ مُعلِمٍ

فَاِفخَر بِصاحِبِ كَلبَتَينِ وَكيرِ

كَم أَنجَبوا بِخَليفَةٍ وَخَليفَةٍ

وَأَميرِ صائِفَتَينِ وَاِبنِ أَميرِ

وَلَدَ الحَواصِنُ في قُرَيشٍ مِنهُمُ

يا رُبَّ مَكرُمَةٍ وَلَدنَ وَخيرِ

فَضَلوا بِيَومِ مَكارِمِ مَعلومَةٍ

يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ مَشهورِ

قَيسٌ تَبيتُ عَلى الثُغورِ جِيادُهُم

وَتَبيتُ عِندَ صَواحِبِ الماخورِ

هَل تَذكُرونَ بَلاءَكُم يَومَ الصَفا

أَو تَذكُرونَ فَوارِسَ المَأمورِ

أَو دُختَنوسَ غَداةَ جُزَّ قُرونُها

وَدَعَت بِدَعوَةِ ذِلَّةٍ وَثُبورِ

خانَ القُيونُ وَقَدَّموا يَومَ الصَفا

وِرداً فَغُوَّرَ أَسوَأَ التَغويرِ

وَسَما لَقيطٌ يَومَ ذاكَ لِعامِرٍ

فَاِستَنزَلوهُ بِلَهذَمٍ مَطرورِ

جرير

جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي. من أشهر شعراء العرب في فن الهجاء وكان بارعًا في المدح أيضًا. كان جرير أشعر أهل عصره، ولد ومات في نجد، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل. كان عفيفاً، وهو من أغزل الناس شعراً.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024