زمان الربيع

ديوان صفي الدين الحلي

زمانُ الرَبيعِ

شَبابُ الزَمانِ

وَحُسنُ الوُجودِ

وُجودُ الحِسانِ

وَأَمنُ البَليغِ

بُلوغُ الأَماني

فَبادِر لِفَضِّ

خِتامِ الدَنانِ

وَزَوِّج بِماءِ الحَيا السَلسَلِ

عَروساً مِنَ الخَمرِ

أَدِرها مُعَتَّقَةً

خَندَريسا

تُميتُ العُقولَ

وَتُحيي النُفوسا

إِذا ما سَبَت

بِسَناها الكُؤوسا

تُشاهِدُ كُلّاً مِنَ

الصَحبِ موسى

يُشيرُ إِلى طورِها المُعتَلي

وَيُصعَقُ بِالسُكرِ

وَأَغيَدُ طافَ

بِكَأسٍ وَحَيّا

فَأَطلَعَ في اللَيلِ

شَمسَ الضُحَيّا

فَعادَ لَنا مَيِّتُ

اللَهوِ حَيّا

بِشَمسِ الحُمَيّا

وَبَدرِ المُحَيّا

لِما نَجتَني وَما نَجتَلي

مِنَ الشَمسِ وَالبَدرِ

فَباكِر صَبوحَكَ

قَبلَ الفِطامِ

وَحَيِّ النَدامى

بِكَأسِ المُدامِ

فَقَد أَقبَلَ الصُبحُ

مُرخي اللِثامِ

وَفَلَّ الصَباحُ

جُيوشَ الظَلامِ

وَأَلقى الشُعاعُ عَلى الجَدوَلِ

مِلاءً مِنَ التِبرِ

وَقَد أَضحَكَ الرَو

ضَ دَمعُ السَحابِ

غَداةَ غَدا

جَونُهُ في اِنتِحابِ

فَضَرَّجَ بِالزَهرِ

خَدَّ الرَوابي

وَلَو لَم يَبِت

قَطرُهُ في اِنسِكابِ

لَكانَت يَدا المَلِكِ الأَفضَلِ

تَنوبُ عَنِ القَطرِ

مَليكٌ هُوَ اللَيثُ

يَحمي حِماه

إِذا ما أَتاهُ

نَزيلٌ حَماه

سَليلُ المُلوكِ

الكُماةِ الحُماه

مُلوكٌ بِهِم ظَلَّ

وادي حَماه

يَطولُ فَخاراً عَلى الأَعزَلِ

وَيَسمو عَلى النِسرِ

أَيا مَلِكاً جودُ

كَفَّيهِ كَوثَر

لِرَبِّكَ صَلِّ بِذا

العيدِ وَاِنحَر

وَكُن موقِناً أَنَّ

شانيكَ أَبتَر

قُلِ الحَمدُ لِلَّهِ

وَاللَهُ أَكبَر

فَشانيكَ في الدَرَكِ الأَسفَلِ

وَضِدُّكَ لِلنَحرِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان صفي الدين الحلي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات