Skip to main content
search

جهلاً نظرتُ برامتينِ

فأخذتم قلبي بعينيِ

في كلِّ حينٍ موقفٌ

منكم أقاد به لحيني

ووحقِّ حبكم يميناً

لم تشب مني بمينِ

ما حلتُ مذ حالت صرو

ف الدهر بينكم وبيني

أغلقتم ذهني مكما

منع القضاء قضاء دينِ

أنا فيكم مضنى بساعة

جفوة أو يوم بينِ

ما لي يدان بخطَّةٍ

منها فكيف بخطتينِ

فتعجَّبي خنساءُ مني

كيف أبقى بين ذينِ

والحسن من قلبي وقر

طك حاز ملك الخافقينِ

بغت الخلاف فأحرقتْ

قلبي بماء الوجنتينِ

وبدت محاسنها فلثَّمـ

ـها الحياء بوردتينِ

هيفاء ثقَّفها الصّبا

تثقيف سمهرَ أو رديني

طعنتْ حشاي بقامةٍ

كالرُّمحِ في لون ولينِ

طرقت وقد حاط الكرى

عنها خصاصةَ كلَّ عينِ

فأعجب لبدرٍ سار من

جفنيَّ تحت سحابتينِ

يا هذهِ أنكرت من

عينيَّ أيَّ شهادتينِ

عيناي من عينيك غا

درها البكا في لجتينِ

ليسا بأوَّل مقلتين

وعشت أنتِ لمقلتينِ

يا بانتي سلع سقتكِ

مدامعي من بانتينِ

وأضاف سفحك كل بسـ

ـام سفوح الجفن جونِ

لا لوم في كلفي باهـ

ـيفَ مخطف الأعطاف لينِ

فكأنَّه قد من الـ

ـأوراق تحت ذؤابتينِ

يا عاذليَّ وكم وكم

أسخطتِ فيها عاذلينِ

كفَّا فإنَّ الدهر أصبح

ناسخاً عولي بعوني

ففعاله حسنٌ غداة

وزعته يا ابن الحسينِ

ابن الساعاتي

علي بن محمد بن رستم بن هَردوز، أبو الحسن، بهاء الدين بن الساعاتي. (1158 - 1207) م شاعر مشهور، خراساني الأصل، ولد ونشأ في دمشق. وكان أبوه يعمل الساعات بها. قال ابن قاضي شهبة: برع أبو الحسن في الشعر، ومدح الملوك، وتعانى الجندية وسكن مصر. وتوفي بالقاهرة. وأخوه الطبيب ابن السَّاعاتي (618 هـ 1221 م)

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024