تأبى الليالي أن تديما

ديوان الشريف الرضي

تَأبى اللَيالي أَن تُديما


بُؤساً لِخَلقٍ أَو نَعيما


وَنَوائِبُ الأَيّامِ يَط


رُقنَ الوَرى بيضاً وَشيما


وَالدَهرُ يوجِفُ فيهِ مُع


وَجَّ الطَريقِ وَمُستَقيما


وَالمَرءُ بِالإِقبالِ يَب


لُغُ وادِعاً خَطَراً جَسيما


وَيَنالُ بُغيَتَهُ وَما


أَنضى الذَميلَ وَلا الرَسيما


وَإِذا اِنقَضى إِقبالُهُ


رَجَعَ الشَفيعُ لَهُ خَصيما


بَينا يَسيغُ شَرابَهُ


حَتّى يَغَصَّ بِهِ وُجوما


وَهُوَ الزَمانُ إِذا نَبا


سَلَبَ الَّذي أَعطى قَديما


كَالريحِ تَرجِعُ عاصِفاً


مِن بَعدِ ما بَدَأَت نَسيما


يَستَكهِمُ العَضبَ القَطو


عَ وَيُزلِقُ الرُمحَ القَويما


وَيَعودُ بِالرَأسِ الطَمو


حِ العَينِ مِطراقاً أَميما


كَم ذابِلٍ قادَ الجِيا


دَ القُبَّ يَعلُكُنَ الشَكيما


كَعَواسِلِ الذُؤبانِ يَذرَع


نَ الأَماعِزَ وَالخُرُما


وَمُجَمِّرٍ لِلجَيشِ قَد


نَسِيَت ضَوامِرُهُ الجُموما


قَلِقٌ عَلى الأَنماطِ حَ


تّى يُدرِكَ الثارَ المُنيما


لا يُصدِرُ الراياتِ حَ


تّى يَعتَصِرنَ دَماً جَمرَما


عَصَفَ الحِمامُ بِهِ وَفَر


رَقَ ذَلِكَ الجَمعَ العَميما


وَرَمى بِهِ غَرَضَ الرَدى


عُريانَ قَد خَلَعَ النَعيما


زالَ الوَزيرُ وَكانَ لي


وَزراً أُجُرُّ بِهِ الخُصوما


فَالآنَ أَغدو لِلعِدا


وَنِبالِها غَرَضاً رَجيما


سَدَّ العُلى وَأَنارَ لا


فَظَّ القَضاءِ وَلا ظَلوما


حَتّى إِذا لَم يَبقَ إِ


لاّ أَن يُلامَ وَأَن يُليما


طَرَحَ العَناءَ عَلى اللِئا


مِ مُجانِباً وَمَضى كَريما


لَم يَعتَقِلهُ الحَبسُ مُم


تَهَناً وَلَم يُعزَل ذَميما


أَفنى العِدا وَقَضى المُنى


وَبَنى العُلى وَنَجا سَليما


الحامِلُ العِبءِ الَّذي


أَعيا المَصاعِبَ وَالقُروما


سَئِموهُ فَاِحتَمَلَ المَغا


رِمَ لا أَلِفَ وَلا سَؤوما


أَنقاهُمُ جَيباً إِذا


عُدّوا وَأَملَسُهُم أَديما


وَجهٌ كَأَنَّ البَدرَ شا


طَرَهُ الضِياءَ أَو النُجوما


لَو قابَلَ اللَيلَ البَهي


مَ لَمَزَّقَ اللَيلَ البَهيما


يَجلو الهُمومَ وَرُبُّ وَج


هٍ إِن بَدا جَلَبَ الهُموما


خَلَصَ النَجيُّ مُشاوِراً


قَلباً عَلى النَجوى كَتوما


وَمُنَبِّهاً عَزماً إِذا


ما هَزَّ لَم يوجَد نَؤوما


في الأَمرِ يَتَّهِمُ القَري


بَ عَليهِ وَالخِلَّ الحَميما


حَتّى سَما فَحَدا بِها


بَزلاءَ ناجِيَةً سَعوما


كانَ العَظيمَ وَغَيرُ بَد


عٍ مِنهُ إِن رَكِبَ العَظيما


خُطَطٌ يُجَبِّنَّ المُشَ


جَّعَ أَو يُسَفِّهنَ الحَليما


وَالحُرُّ مِن حَذَرِ الهَوا


نِ يُزايلُ الأَمرَ الجَسيما


وَيُليحُ مِن خَوفِ الأَذى


فَرَقاً وَيَدَّرِعُ الكُلوما


وَالضَيمُ أَروَحُ مِنهُ مَط


رورُ الظُبى بَلَغَ الصَميما


بَعَثوا سِواكَ لَها فَكا


نَ مُبَلَّدا عَنها مَليما


وَالعاجِزُ المَأفونُ أَق


عَدُ ما يَكونُ إِذا أُقيما


فَسَقى بِلادَكَ حيثُ كُن


تَ المُزنُ مُنبَعِقاً هَزيما


فَلَقَد سَقى خَدَّيَّ ذِك


رُكَ دَمعَ عَينَيَّ السَجوما


وَرَعَتكَ عَينُ اللَهِ مِق


لاقَ الرَكائِبِ أَومُقيما

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف الرضي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات