بستاننا في أراضي النيربين سقى

ديوان عبد الغني النابلسي

بستانَنا في أراضي النيربينِ سقى

رياضَك الغيثُ منهلّاً ومندفقا

يا سعد أيامنا فيه وقد عبقت

روائح الزهر تحكي العنبر العبقا

والوقت صاف وما في صفوه كدرٌ

ونال قلبي مقام القرب مستبقا

هي الشخوص تقادير الوجود بدت

في نوره باطل بالحق قد زهقا

ونحن فيه بأنس القرب ليس لنا

من وحشة مثل معشوق ومن عشقا

قامت معارجنا فيه على درج

من التجلي الإلهي جل من رزقا

والوجه يشرق من خلف الحوادث لي

بفيض علم مبين فيه سرُّ بقا

الله أكبر هذا كله أثر

مقدرٌ عدمٌ فيه الوجود رقا

وجود حق إذا أكوانه رمقت

في وجهه الحق لم يترك لها رمقا

وإن بدا خفيت في نوره وإذا

بدت ففيها اختفى لا تدرك الشفقا

لا تستطيع له الأكوان تحضر مع

حضوره إذ هما ضدان ما اتفقا

لولا تجليه بالأفعال ما عقلت

عقولنا أنه الحق الذي خلقا

لكننا نتراآه بأعيننا

من خلف تقديره المعدوم وقت لقا

كم أمة قبلنا كانت تشاهده

من غير علم به عن قيدها انطلقا

لو أنهم بفنا أكوانهم علموا

لعاينوا وجهها المكشوف قد برقا

لكنها أغفلتهم عن محاسنها

فابصروا سترها الفاني الذي انمحقا

ولم يزالوا على ما هم عليه إلى

أن تم تقديره ذاك الذي سبقا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات