إن كنت تلحاني فلست بحاني

ديوان القاضي الفاضل

إِن كُنتَ تَلحاني فَلَستُ بِحاني

وَمِنَ المَروءَةِ أَن تُعِينَ العَانِي

يا حاضِراً يُلقي إِلَيَّ حَديثَهُ

أَمسِك فَلَستُ بِحاضِرٍ تَلقاني

أَسمَعتَ حُكماً مَن لَهُ قَلبٌ وَما

أَسمَعتَ قَولاً مَن لَهُ أُذُنانِ

مَن لَم يَكُن سُلطانُهُ مِن حُجَّةٍ

فَنَقادُها صَعبٌ بِلا سُلطانِ

ظَعَنَت ذَخائِرُ أَدمُعي وَتَفَرَّقَت

مِن قَبلِ يَومِ تَفَرُّقِ الأَظعانِ

فَاليَومَ إِن لَم أَرضَ مِنهُ مُسخِطي

بِفِراقِهِم فَالدَمعُ ما يَرضاني

وَبِحَقِّهِ إِن لَم أَبُلَّ غَليلَهُ

مِن بَعدِ ما أَسعَرتُهُ نيراني

يا دَهرُ ما أَطلَعتَ لي يَومَ النَوى

إِلّا مُعَقِّبَ لَيلَةِ الهِجرانِ

وَوَجَدتُ قَلبي إِذ سَمِعتُ عِتابَهُ

يَصلى لَظاهُ وَما وَجَدتُ لِساني

وَلَقَد أَطاعَتهُ جَميعُ جَوارِحي

حَتّى اللِسانُ أَطاعَهُ وَعَصاني

فَاليَومَ قُل ما لا عَلَيكَ بَيانُهُ

فَعَلَيَّ حينَ عَصَيتَ صارَ بَياني

أَفدي بِنَفسي وَجهِكَ الراضي عَلى

عَيني وَحِدَّةِ لَفظِكَ الغَضبانِ

إِن تُنكِر النارَ الَّتي في مُهجَتي

فَلَتَعرِفَنَّ الماءَ في أَجفاني

وَنَهَضتُ مِعثاراً بِدَمعِيَ وَالخُطا

مَقصودها وَمُعَثِّري ذَمَلاني

لِلناسِ أَغصانٌ وَقَد يَجنونَها

وَعَلِقتُ غُصناً دونَها وَجَناني

وَيَدُ النَسيمِ كَريمَةٌ عِندي بِما

شَرَعَ التَعانُقَ بَينَ غُصنِ البانِ

وَعَلى الأَحِبَّةِ مَن عِداهُم رِقيَةٌ

وَعَلى الحَمائِمِ رِقيَةُ الأَغصانِ

وَالريحُ تَحتَ الطَيرِ تَجري خَيلُها

وَالطَيرُ تُمسِكُ غُصنَهُ بِعَنانِ

وَيَهُزُّني كَالغُصنِ خَمرُ غِنائِهِ

فَأَقولُ هَل غَنّاهُ أَو غَنّاني

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان القاضي الفاضل، شعراء العصر الأيوبي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات