إذا ودك الإنسان يوما لخلة

ديوان أبو العلاء المعري

إِذا وَدَّكَ الإِنسانُ يَوماً لِخِلَّةٍ

فغَيَّرَها مَرُّ الزَّمانِ تَنَكَّرا

وَيُشرَبُ ماءُ المُزنِ ما دامَ صافِياً

وَيَزهَدُ فيهِ وارِدٌ إِن تَعَكَّرا

وَما زالَ فَقرُ المَرءِ يَأتي على الغِنى

وَنِسيانُهُ مُستَدرِكاً ما تَذَكَّرا

شَرابُكَ بِئسَ الشَيءُ سَرَّ وَإِنَّما

أَفادَ سُروراً باطِلاً حينَ أَسكَرا

وَفي الناسِ مَن أَعطى الجَميلَ بَديهَةً

وَضَنَّ بِفِعلِ الخَيرِ لَمّا تَفَكَّرا

فَخَف قَولَ مَن لاقاكَ مِن غَيرِ سالِفٍ

حَميدٍ فَأَبدى بِالنِفاقِ تَشَكُّرا

وَكَم أَضمَرَ المَصحوبُ مَكراً بِصاحِبٍ

فَأَلفى قَضاءَ اللَهِ أَدهى وَأَمكَرا

يَقومُ عَلَيهِ النوحُ لَيلاً وَلَو غَدا

سَليماً لَأَجرى شَأوَ غَيٍّ وَبَكَّرا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

السّعادةُ والشّقاءُ

يختلفُ مفهومُ السّعادةِ والشّقاءِ باختلافِ المجالِ الفكريِّ والآراءِ والتَّوجُّهاتِ، فنجدُ مفاهيمَ عديدةً تختلفُ بينَ اللُّغةِ والفلسفةِ وعلمِ النَّفسِ والاجتماعِ والدّينِ وغيرِها من مجالاتِ الفكرِ والمعرفةِ…

تعليقات