أمون من العظعاظ عند مروقها

ديوان ابن الرومي

أمونٍ من العظعاظ عند مروقها

وإن عارضتها الريحُ نكباءَ زعزعا

يحاذرها العفريت عند انصلاتها

فيعجله الإشفاق أن يتسمَّعا

تقول إذا راع الرميَّ حفيفُها

رويدك لا تجزع من الموت مجزعا

فإن أخطأته استوهلتهُ لأختها

فَتَلحقه الأخرى مروعاً مُفزَّعا

وإن ثَقفته أنفذته وقدّرت

له ما يوازيه من الأرض مصرعا

فيقضي المُذَكِّي في الصريع قضاءَهُ

وهاتيك يأبى غربُها أن تُوَرَّعا

أتت ما أتت من كيدها ثم صمَّمت

تدُرُّ دريراً يخطفُ الطيرَ ميلعا

كأن بنات الماء في صرح متنه

إذا ما علا رَوقُ الضحى فترفَّعا

زرابيُّ كسرى بثَّها في صِحَانه

ليُحضِرَ وفداً أو ليجمع مجمعا

تريك ربيعاً في خريف وروضةٍ

على لُجَّة بدعا من الأمر مبدعا

تخايل فوق الماء زهواً كما زهت

عوائدُ عيد ما ائتلين تصنُّعا

تلبَّسُ أصنافاً من البزِّ خلقةً

حريراً وديباجاً وريطاً مُقَطَّعا

فبين خُيابوذٍ زهته شياتُهُ

فزينه ريش تراه موزَّعا

يَمدُّ إليه حسنُه وجمالُه

خلال بنات الماء عيناً وإصبعا

وأخضر كالطاووس يُحسَبُ رأسُهُ

بخضراء من حُرِّ الحرير مقنَّعا

يتيه بمنقارٍ عليه حبائلٌ

تخيّلنَ في ضاحيه جَزعاً مجزَّعا

يلوح على إسطامه وشيُ صفرةٍ

ترقِّشُ منها متنَهُ فتلمَّعا

كملعقة الصيني أخدمها يداً

صناعاً وإن كانت يد الله أصنعا

وعينين حمراوين يطرف عنهما

كأن حجاجيه بفَصَّينِ رُصِّعا

ومن أعقف أحذاه منقارُهُ اسمَهُ

أضدَّ بديعُ الخلق فيه فأبدعا

مَزِينٌ بسربالٍ من الريش ناصع

له زبرج يحكي الثغام المترَّعا

مشينٌ بجيدٍ ذي سواد وزُعرةٍ

ورأس شبيه الجيد أسود أقرعا

مطرَّفُ أطرافِ الجناحِ كأنَّه

بنانُ عروسٍ بالخضاب تقَمَّعا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان ابن الرومي، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات