Skip to main content
search

أَما وَشَبابٌ قَد تَرامَت بِهِ النَوى

فَأَرسَلتُ في أَعقابِهِ نَظرَةً عَبرى

لَقَد رَكِبَت ظَهرَ السُرى بي نَومَةٌ

فَأَصبَحتُ في أَرضٍ وَقَد بِتُّ في أُخرى

أُقَلِّبُ جَفناً لا يَجِفُّ فَكُلَّما

تَأَوَّهتُ مِن شَكوى تَأَلَّمَت عَن شُكرى

فَها أَنا لا نَفسٌ يَخِفُّ بِها المُنى

فَتَلهو وَلا سَمَعٌ تَطيرُ بِهِ بُشرى

وَإِنّي إِذا ما شاقَني لِحَمامَةٍ

رَنينٌ وَهَزَّتني لِبارِقَةٍ ذِكرى

لَأَجمَعُ بَينَ الماءِ وَالنارِ لَوعَةً

فَمِن مُقلَةٍ رَيّا وَمِن كَبِدٍ هَرّى

وَقَد خَفَّ خَطبُ الشَيبِ في جانِبِ الرَدى

فَصارَت بِهِ صُغرى الَّتي كانَتِ الكُبرى

وَلِلشِعرِ عِندي كُلَّما نَدَبَ الصِبا

فَأَبكى مَحَلَّ أَلحَقَ الشِعرَ بِالشِعرى

فَلَيتَ حَديثاً لِلحَداثَةِ لَو جَرى

فَأَسلى وَطَيفاً لِلشَبيبَةِ لَو أَسرى

ابن خفاجة

ابن خَفَاجة (450 ـ 533هـ، 1058 ـ 1138م). إبراهيم بن أبي الفتح بن عبدالله بن خفاجة الهواري، يُكنى أبا إسحاق. من أعلام الشعراء الأندلسيين في القرنين الخامس والسادس الهجريين. ركز ابن خفاجة في شعره على وصف الطبيعة و جمالها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024