ألا قل لهند إحرجي وتأثمي

ديوان عمر بن أبي ربيعة

أَلا قُل لِهِندٍ إِحرَجي وَتَأَثَّمي

وَلا تَقتُليني لا يَحِلُّ لَكُم دَمي

وَحُلّى حِبالَ السِحرِ عَن قَلبِ عاشِقٍ

حَزينٍ وَلا تَستَحقِبي فَتلَ مُسلِمِ

فَأَنتِ وَبَيتِ اللَهِ هَمّي وَمُنيَتي

وَكِبرُ مُنانا مِن فَصيحٍ وَأَعجَمِ

فَوَاللَهِ ما أَحبَبتُ حُبَّكِ أَيِّماً

وَلا ذاتَ بَعلٍ يا هُنَيدَةُ فَاِعلَمي

فَصَدَّت وَقالَت كاذِبٌ وَتَجَهَّمَت

فَنَفسي فِداءُ المُعرِضِ المُتَجَهِّمِ

فَقالَت وَصَدَّت ما تَزالُ مُتَيَّماً

صَبوباً بِنَجدٍ ذا هَوىً مُتَقَسِّمِ

وَلَمّا اِلتَقَينا بِالثَنِيَّةِ أَومَضَت

مَخافَةَ عَينِ الكاشِحِ المُتَنَمِّمِ

أَشارَت بِطَرفِ العَينِ خَشيَةَ أَهلِها

إِشارَةَ مَحزونٍ وَلَم تَتَكَلَّمِ

فَأَيقَنتُ أَنَّ الطَرفَ قَد قالَ مَرحَباً

وَأَهلاً وَسَهلاً بِالحَبيبِ المُتَيَّمِ

فَأَبرَدتُ طَرفي نَحوَها بِتَحِيَّةٍ

وَقُلتُ لَها قَولَ اِمرِئٍ غَيرَ مُفحَمِ

وَإِنّي لِأُذري كُلَّما هاجَ ذِكرُكُم

دُموعاً أَغَصَّت لَهجَتي بِتَكَلُّمِ

وَأَنقَدُ طَوعاً لِلَّذي أَنتَ أَهلُهُ

عَلى غِلظَةٍ مِنكُم لَنا وَتَجَهُّمِ

أُلامُ عَلى حُبِّ كَأَنّي سَنَنتُهُ

وَقَد سُنَّ هَذا الحُبُّ مِن قَبلِ جُرهُمِ

وَقالَت أَطَعتَ الكاشِحينَ وَمَن يُطَع

مَقالَةَ واشٍ كاذِبِ القَولِ يَندَمِ

وَصَرَّمتَ حَبلَ الوُدِّ مِن وُدِّكَ الَّذي

حَباكَ بِمَحضِ الوُدِّ قَبلَ التَفَهُّمِ

فَقُلتُ اِسمَعي يا هِندُ ثُمَّ تَفَهَّمي

مَقالَةَ مَحزونٍ بِحُبِّكِ مُغرَمِ

لَقَد ماتَ سِرّي وَاِستَقامَت مَوَدَّتي

وَلَم يَنشَرِح بِالقَولِ يا حَبَّتي فَمي

فَإِن تَقتُلي في غَيرِ ذَنبٍ أَقُل لَكُم

مَقَلَةَ مَظلومٍ مَشوقٍ مُتَيَّمِ

هَنيئاً لَكُم قَتلي وَصَفُّ مَوَدَّتي

فَقَد سيطَ مِن لَحمي هَواكِ وَمِن دَمي

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عمر بن أبي ربيعة، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات