ألا إنما المخلوق يعرف بالعقل

ديوان عبد الغني النابلسي

ألا إنما المخلوق يعرف بالعقلِ

وخالقنا بالحسِّ يُعرَفُ والنقلِ

وهم يعرفون الله بالعقل كلُّهم

كما يعرفون الخلق بالحس والشكل

فلو علموا أن الذي في عقولهم

هو الخلق بل والحق في حسهم مجلي

بآياته في كل شيء منزَّهاً

عن الشيء حيث الشيء فانٍ من الكل

تعالى وجلَّ الله عن كل حادثٍ

بذات ووصف بل وبالإسم والفعل

وقد أمر الله العباد قل انظروا

وذلك بالعينين في النظر الأصلي

وهم عدلوا عنه لأنظار عقلهم

ودانوا كما دانت فلاسفةُ الخبل

وما العقل إلا للمعاشِ فإنه

لتدبير ملبوس وللشرب والأكل

وأما الحواس الخمسُ فهي لربنا

بها نشهدُ الآياتِ في العلْوِ والسفل

كما جاء في القرآن والسنة التي

عن المصطفى بالحسن تهدي ذوي العقل

لرؤيةِ محسوساتِ آياته فَخُذْ

متابعةَ الآياتِ تُنْبِتْكَ كالبقل

وتبصر فعل الله في كائناته

وتشهدها الآيات تتلى على الوصل

وذاك كلام الله والله قارئٌ

كلاماً قديماً لا ببدءٍ ولا فصل

حروف بدت منا بأصواتنا له

تجل عن الأصوات والأحرف المثل

وكانت وما كنّا جميعاً وإنما

هو العلم نور الذات يبديه كالظل

وغيب غيوب الحق عز وجل عن

مشابهة الأكوان والبعد والقبل

ولكننا نومي إلى علمنا به

ونعلم أن العلم منا أخو الجهل

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عبد الغني النابلسي، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات