Skip to main content
search

أَبارِقٌ طالَعنا مِن نَجدِ


يُضيءُ في عارِضِهِ المُربَدِّ


مُستَعبِراً عَن زَفَراتِ الرَعدِ


ماءً كَما اِرتَجَّت شِعابُ العِدِّ


يَقرِنُ أَعناقَ الرُبى بِالوَهدِ


وَمَنهَلٌ مُبَرقَعٌ بِالثَمدِ


هَتَكتُهُ بِاليَعمَلاتِ الجُردِ


مُلَثَّماتٍ بِاللُغامِ الجَعدِ


يَفقَأنَ بِالمَصدَرِ عَينَ الوِردِ


وَلَيلَةٍ صَدِيَّةِ الفِرِندِ


بيضُ النُجومِ وَاِحمِرارُ الوَقدِ


مِثلُ سِماطَي نَرجِسٍ وَوَردِ


أَو مُقَلٍ صَحائِحٍ وَرُمدِ


تُنازِعُ اللَحظَ وَلَيسَ تُعدي


يَقولُ لي الدَهرُ أَلا تَستَجِدي


أَينَ ضِياءُ المَطلَبِ المُسوَدِّ


أَرى اللَيالي يَشتَهينَ بُعدي


وَلا يُقَرِّبنَ يَداً مِن زَندي


يَلِجنَ بَينَ صارِمي وَغِمدي


كَأَنَّ صَمصامي بِغَيرِ حَدِّ


وَحاجَتي تُصلى بِنارِ الرَدِّ


أُلاحِظُ الغَيَّ بِعَينِ الرُشدِ


وَلا أُبالي مِن تَمادي بُعدي


أَعوذُ مِن رِزقٍ بِغَيرِ كَدِّ


في ذا الوَرى قَلبٌ بِغَيرِ حِقدِ


مَن ذا الَّذي عَلى الزَمانِ يُعدي


كُلُّ جَوادٍ كاذِبٌ في الوَعدِ


وَكُلُّ خِلٍّ خائِنٌ في الوُدِّ


يَحِلُّ بِالعُذرِ نِطاقَ العَهدِ


لا عانَقَت هُوجُ الرِياحِ بُردي


إِلاّ عَلى ظَهرِ أَقَبِّ نَهدِ


يَخطو عَلى مُلَملَماتٍ مُلدِ


كَأَنَّهُ فيَ سَرعانِ الوَخدِ


يَلعَبُ في أَرساغِهِ بِالنَردِ


يَأَيُّها المُخَوَّفي بِسَعدِ


طَرَحتَني بَينَ النُيوبِ الدُردِ


وَلَو أَتاكَ النَصرُ مِن مَعَدِّ


جَلجَلَتَ مِن لَحمي زَئيرَ الأُسدِ


آهاً لِنَفسٍ حُبِسَت في جِلدي


إِنَّ الأَسيرَ غَرِضٌ بِالقِدِّ


أَشرَفُ ذُخري صارِمٌ في الغِمدِ


إِنَّ العُلى نَشوُ سُيوفِ الهِندِ


لا بُدَّ أَن أَطرُقَ بابَ الجَدِّ


وَأَجعَلَ الخُلَّةَ عُرسَ الرِفدِ


وَيَطرُدَ اللَيلَ لِسانُ زَندي


حَتّى أُقاسَ بِأَبي وَجدّي


هُنِّئتَ يامالِكَ رِقَّ المَجدِ


وَمُتعِبي دونَ الوَرى بِالحَمدِ


مِنكَ العَطايا وَالمُنى مِن عِندي

الشريف الرضي

محمد بن الحسين بن موسى، أبو الحسن. شاعر وفقيه ولد في بغداد وتوفي فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024