عندما تكون التربية رسالة! (محمد الفاتح نموذجاً!)

نصائحُ أصبحتْ دَرباً وزادا

وعلماً وانطلاقاً واجتهاداً

وتربية تُبصِّرُ بالمعالي

وتُحيي – رغم قسوتها – الجهادا

وتزرعُ في الضمير هدىً وتقوى

لتزدادَ المجاهدة ازديادا

وتغرسَ في الفؤاد سنا التسامي

عن الدنيا لتغمرَه رشادا

وتعليمٌ له أسسٌ وفحوى

محمدُ من معالمها استفادا

ورجّع ذكرَها سِراً وجهراً

لذاك انقادَ – للعمل – انقيادا

معلمه أجادَ ، ولم يُقصّرُ

وبالخبرات والأخلاق جادا

وحذره الركونُ إلى الأعادي

وجنبه الرذيلة والفسادا

وأدبّه ، ولقنه الوصايا

بأمته التي أمست تُعادى

وعلمه الفضائلَ والتحدّي

وفي العزمات أشربَه العِنادا

وفهّمه كتابَ الله حتى

يكون له مدى الأيام زادا

ودرسه الحديث بكل صبر

لذا اتأدتْ جوارحُه اتئادا

وفي الإسلام فقهه احتساباً

لذا اعتاد المُناظرة اعتيادا

وثقفه ليغدوَ عبقرياً

ويُزري بالخصوم كما أرادا

ودرّبه على الفتيا مِراراً

لينفع ذلك المُفتي العِبادا

وعلمه ركوبَ الخيل حتى

يُغُيرَ ضحىً فيمتطيَ الجوادا

وعلمه السباحة في خِضَمٍ

وأكبرَ جُهده لمّا أجادا

فأخرج للورى سلطان دار

كم ارتعد العِدا منه ارتعادا

تولى الحكمَ بعد أبيه حُباً

وتوصية فلم يذق الرّقادا

وعبّأ جنده للحرب حتى

يؤمّنَ ما به يحمي البلادا

ويظفرَ بالعِدا براً وبحراً

ويصطادَ القياصرة اصطيادا

ويفتحَ – باسم رب الناس – دُوراً

تُعاني الاحتلالَ والاضطهادا

فلم يقتلْ صبياً أو فتاة

أو الجُند الألى فرّوا فرادى

أو الرجل المسن يريد سِلماً

على العُكّاز يعتمدُ اعتمادا

ولم يهلكْ زروعاً أو ثماراً

وإنْ أصحابُها ارتدّوا ارتدادا

ولا دَكّتْ مدافعُه بيوتاً

ولا هو – في معاركه – تمادى

ولم يُرق الدماءَ بدون حق

كمن – في ساحة الهيجا – تهادى

هي الأخلاق تحكمُه ، وتُضفي

عليه سَنا البطولة والودادا

فرحمة ربنا المولى عليه

فكم بالعدل والتوحيد نادى

فلم يكُ ظالماً في أي حرب

يرى أجنادَ جحفله جَرادا

يزجّ بهم ليقتلهم جميعاً

وكان – بوسعه – لو أن تفادى

فجُد يا رب بالمأوى عليه

وخص بدعوتي هذي مُرادا

وسامحْ مِن (بني عثمان) قوماً

قبلتَهُمُ ، فكم رحموا العِبادا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات